يا حبيبتي أحقا رحلتِ..!؟
أم هذا حلم قاسٍ راودني..!
إلهي، ما هذا الألم الذي سكنني..؟
منذ عام وهو يحرقني..
يا أمي كم اشتقت لضمتك..
وحديثك الفكاهي وضحكة مبسمك..
وطعــامك الجميل ولذة قهوتك..
والسهر الطويل وخفة طلتك..
وبشاشة وجهك طوال الوقت..
ودعائك لي في السر والعلن..
وسؤالك عني كل يوم..
أيتها الدموع الحارقة اغربي عني..
فأنا الآن في حضرة الحب..
فملاكها واقف هناك ينظر لي..
ولا أريد حائلا يحجبه عني..
يا أمي.. هل حقا رحلتِ..؟!
كيف رحلتِ وصوتك مازال في أذني..؟!
ورائحتك في أنفي وضمتك مازالت تدفئني..!
كيف رحلتِ.. ودعواتك مازالت تحفظني..؟!
يا أمي أحقا رحلتِ..؟!
أحقا لن تراك غدا عيني..؟!
ترفض قدمي أن تطأ بيتك..
وأرى مهدك وأزور اللحد..
ترفض جوارحي غيابك عني..
انطفأت قناديل الحب في قلبي..
وفقدت الأمان ورغبة العيش..
فلم ينقذ قلبي إلا إيمانه بالقدر..
وحكمة الله في العطاء والأخذ..
كنت نعمة محسوبة بالوقت..
وانتهى عمرها المكتوب في اللوح..
يا أمي، هل من طلة تهدئ نفسي..
وتسكن ألمي وتجبر الكسر..
آه لو كنت أعلم أني سأفقدك..
ما كنت ذهبت بعيدا عنك..
لكن حكمة الله في السر والعلن..
أن أحرم منك فأسلّم بالأمر..
كي يعوضني بالخير والمنن..
ولعله قريبا لقاء بك..
في جنة الخلد معاً ننعم.
[email protected]