متى ستحرص على البحث عن اسمك قبل ذكر لقبك؟ متى سنستشعر نحن بقيمتك الحقيقية والتي تفتقدها أنت في داخلك؟ متى ستغطي إحساسك بالنقص وشعورك بالذنب لعدم فاعلية مجتمعك معك أو معرفته الشديدة بك؟ فتأكد أن لقبك الميمون، سيختفي إن كان كل ما قدمته لمجتمعك بلا أساس قبل اسمك ولن يبقى أبدا! فالفكر باللقب، الشهرة، الشهادات وكل ما توصلت إليه من مستوى علمي، ليس بمعرض فنون تشكيلية للبهرجة لنفسك، تستعرض من خلاله سيرتك الذاتية، لتغطية صورتك الباهتة وافتقارك للبروز الشخصي، فتقوم بتجسيد أدوار وأمور عدة، لإعطاء صورة لامعة عنك، ولكن الغرض المنشود والهدف الأساسي منها هو كشف الحقائق بلا زيف وتضليل، وإظهار مكامن التمويه والمراوغات.
فهناك للأسف من أصبح من شدة هوسه بتلك الأمور، يعامل حتى أقرب الناس إليه على حسب (منصبه، شهادته، تخصصه، وظيفته... إلخ)، معاملة خاصة ومختلفة عن غيره، وكأن غيره أصبح وصمة عار بالنسبة له! هل إلى هذا الحد وصلنا؟! وأصبحت كل تلك الألقاب وغيرها وحدها هي من تعني لك المستوى والقيمة؟ فلقد ركنت عطاء الأغلب منهم، صددت عن صنيعهم الرائع وأخلاقهم، تعاميت عن روحهم الدمثة وحبهم ونصاعة سمعتهم، ناسيا نقاوة مشاعرهم وعشرتهم الطويلة معك، وعزوتهم وقوة صلتهم بك! وكأنك لا تعرفهم! هذا فقط في سبيل تحسين مكانتك الاجتماعية للأسف وغيرها.
وحتى موضوع «التكافؤ» نسيتموه نسيانا باتا، في النسب والتناسب والزواج، ودائما ما نراكم تركزون على أن تعكسوا نتائج كل ما «تستشيطون» لفعله والإقدام عليه، في تنميق وتزيين شخصكم، بيئتكم، أصلكم، فصلكم، أو حتى عائلتكم! فهل الغرض من حرصكم هذا وسعيكم والتركيز على تلك النقطة، هو اختيار نهج مزيف وجديد، في إسقاط أقنعتكم يا ترى؟ خصوصا تلك التي ترتدونها أنتم ومن على شاكلتكم؟ وتحسبون أنفسكم بعدها أنكم أنتم الأفضل؟ فمن السذاجة والغباء أن تراوغوا وتبالغوا وتموهوا على من يعرفكم حق المعرفة، فكما قال الشاعر (الشمس لا تنفك ناصعة، وإن سمجت محاسنها بعين الأرمد)، فعلى من تكذبون؟ فأصبحنا نراكم «تطهبلون» وبقوة، عن بعض الألقاب وحتى الأسماء لبعض العوائل، وتلصقونها أحيانا لأنفسكم وبأي طريقة كانت، لتضخّمون «الأنا» الفارغة التي بداخلكم؟! فتيقنوا بأنكم مجرد نسخ ليس إلا، وهؤلاء بالذات، الذين تلتصقون بهم، لا يمكن أن نجدهم «يطهبلون» كما تفعلون أنتم في المواضع التي يكشف فيها عن المواقف الشريفة بلا خوف من ردود الأفعال.
وكما يقال: (لا يمكن للشهادات العلمية أو الألقاب وغيرها من أسماء، أن تثبت حقيقة المرء، أو أن تدل على أفضليته على غيره من دون الدراية التامة بالمواقف الشخصية والممارسات التي تصدر منه).