إلى البعض: ليتك تتنازل عن تلك النظرة الهمجية المتخلفة، والتي دائما ما تشعرك وكأن عيون العالم كلها عليك، فهذا ينافسك، وهذا يحسدك، وذاك يغار منك، وهذا دائم الدوم يزاحمك ويضايقك، كي لا تنجرف كثيرا، وتزداد هزوا وزخما، وتصبح شخصا غريب الاطوار، بفكرك، بمنظورك، بعقليتك.
تلك العقلية الغبية جدا، والتي لا تخلو ابدا من الترهات التي تجول في ذهنك، والتي من خلالها توضح لنا حقيقة خصائص شخصيتك، كما تبرز ايضا وبصورة لم تتوقعها سلوكك واضطرابك.
فإن كان هذا يشبع فكرك وواسع خيالك، فتأكد ايضا بأنه سيحرمك في المقابل من لذة عيش حياتك براحة وهدوء، فستصبح حياتك شبيهة بالحجر «الرحى» والتي تستخدم لطحن الحبوب، مثلما ما تطحن انت تلك الافكار بقوة الدواب في مخيلتك.
فلا تتبع منهج التافهين، فالمرء حيث وضع نفسه، مثلما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام «المرء حيث وضع نفسه برياضته (وطاعته)، فإن نزهها تنزهت وإن دنسها تدنست».
فإلى متى وتلك الامور التي اوهمت نفسك بها، وهي تتحكم بك وكلعبة الشطرنج تحركك؟ وإلى متى وانت من شدة هوسك هذا، أغرقت روحك في مآلها؟ اجعل من ايمانك قوة لا تقل شأنا عن شأن قوة عقلك الباطن، كي تتصل اتصالا مباشرا بالعقل الواعي ليحضك على التصرف وفق الشعور الإيجابي المخزن فيه، فبإيمانك القوي يستحيل ان تقحم نفسك وتخسر حياتك بكثرة سلبية فكرك.
فبدلا من ان تريح عقلك من عبء هذا التفكير، الذي جعلت منه قوقعة بحرية تخبئ بها نفسك، وانت في كامل إرادتك ووعيك، ابتعد عن تلك المبالغة المريبة والتي جعلت منها مبدأ تمشي به على رأس أولوياتك.
ومن باب اولى أن تحفر عميقا بمنهج عقلاني يقوم بتحديد مسؤوليتك عن تدهور لحظاتك وأوقاتك وضياعها على ما لا يستحق، بل ليتك تأملته بصورة صادقة، عل وعسى أن تبزغ تلك الفوارق في منظور نافذة ظلمتك وعتمتك.
وكما يقال: أقوى المشاعر والأحاسيس التي نمر بها، هي نقاط ضعف حادة للغاية، مثل طرف الشوكة حين تخزنا، تسبب الألم وعدم الارتياح لنا.
فإياك ان تنغمس في بعض التصرفات التي تملأك بحدة الشعور بالضعف والانهزام.
وكن متفائلا، متوائما مـــع ذاتك داخل مجتمعك، نطاقك، معرفتك واهتماماتك.