بما أن الكويت مقبله الآن على ماراثون انتخابات 2020، فكم نتمنى من خلال هذا الماراثون، أن يثبت لنا شعبنا المتفتح والمتبصر والذي لا تخفى عليه لا شاردة ولا واردة، بحكم إحساسه العميق بالشرف والصدق والأمانة، كيف سيغيرون فعلا كل ما يتعلق بهذا الوطن المعطاء للأفضل، وذلك من خلال من سيختارونهم، ومن هم أهل لذلك، والذين يجب أن يكونوا على قدر المسؤولية وعند ثقة الوطن وقائد الوطن بهم.
ويتم هذا بحسن مشاركتهم في صياغة المستقبل، من خلال من اختاروهم وائتمنوهم للسنوات الاربع المقبلة، فالذين ستوصلونهم بأصواتكم الصادقة، الوفية، للبرلمان، هم من سيمثلون الوطن بل «كل الوطن» حق تمثيل، ولكن بحلة جديدة ومشرقة، وهذا ما نرجوه نحن بالفعل!
كما اننا كشعب ايضا نتمنى أن نرى من اولئك الذين حالفهم النجاح بدخول المجلس أن يعملوا بجد وجهد واجتهاد، ويسعوا بضمير صادق وحي لخدمة هذا الوطن العظيم وشعبه، كل على حدة، وبحدود مجاله ورؤيته، ويتطلعون إلى نهضته وازدهاره دائما وأبدا، لا ان يكون كلامهم مجرد شعارات رنانة تستخدم في شحذ الهمم للوصول «للمجلس» فقط لا غير كغيرهم، والذين لم نر إلا غبار أقدامهم، ولم نسمع سوى حفيف ركضاتهم، لتخليص مصالحهم ومعاملاتهم، لا مصالح وطنهم وشعبهم، فنحن آخر اهتماماتهم!
فلقد اكتفينا مما رأيناه منهم، فكم أزعجوا مسامعنا بتناقضاتهم وضجيج اقتراحاتهم، وأضجرونا وأقرفونا بخطاباتهم السقيمة، وطرح أفكارهم العقيمة، والتي يفترض ان تنصب لصالح الوطن والمواطن، لكنها طرحت واقترحت دون إنجاز، فقط طرحوها واقترحوها ليطربونا بها، فدائما ما نكتشف في النهاية انها مجرد هتافات رنانة، وكلام على ورق، حفظناها نحن عن ظهر قلب، فكم ضقنا ذرعا من جعجعتكم ولفكم ودورانكم!
جميعنا بانتظار إنجازات نراها على أرض الواقع، بشقيها المركزي والمحلي، والتي تعتبر هي من أهم السمات، وجميعنا نريد أن نسمع عن التوسع في مخصصات البرنامج الاستثماري، والموجهة أصلا لإقامة المشاريع الخدمية والإنمائية، والمرتبطة بالبنى ذات الارتباط بالمتطلبات الحياتية للمواطنين، بهدف تغطية الاحتياجات المجتمعية المتنامية من الطاقة.
جميعنا ننتظر تلك الحلول المتعلقة بالقضية التنموية لنمو اقتصادنا، والتي قد أصبحت تتصدر أولويات الدولة والحكومة في وقتنا الحالي.
هذا وبخلاف من يعملون على اختلاق الأزمات الرامية إلى تعطيل عجلة التنمية والنهضة ومساراتها، وافتعال الخدع والفتن وكأنهم يريدون أن يثبتوا لنا اكثر، بأنهم هم من يستهدفون الوطن والتنمية وإيقاف عجلة التطور، وليس تلك الأمور التي يدعونها أمامنا من خلال جلساتهم!
وجعلوها «شماعة» لإخفاقاتهم! والتي دائما ما يتعللون بها.
فلذلك صار إعادة الأوضاع إلى مستقرها وللمرة المليون، مطلبا شعبيا ملحا، لتأمين انسياب عمليات التنمية.
فأمام مصالح الوطن العليا لا مجال للانتهازية السياسية، والحسابات النفعية، ومن ليس له موقف حقيقي له مع وطنه، لا خير فيه لنفسه وشعبه ودينه، فهو يشكل في محصلته ونتيجته، استهدافا لوجودنا وحاضرنا الذي نعيشه ومستقبلنا الذي نتمناه وننشده، بعيدا عن التخاذل والتخلي والتفريط.
فنتمنى ان تصحوا الضمائر وتزول الغشاوة عن العيون!