قد تضعنا الحياة في ظروف صعبة لم نتوقعها، ولن نتهيأ أبدا في كيفية التفاعل معها إلا ان هذا لا يعني أن نستسلم لتلك الظروف ولها، ونقيد بها أنفسنا.
فقط كل ما عليك فعله هو أن تكون صلبا قدر المستطاع كي تتخطاها وتتجاوزها، لتعود مرة أخرى لحرية «فكرك، رأيك، شعورك، نمط حياتك»، والأهم صحة وعيك وفطنتك وذكائك، بعيدا عن جميع تدخلات من حولك، بعيدا عن البلبلة والتشويش.
يقول الشاعر إبراهيم الباروني:
والعيش في الدنيا جهاد دائم
ظبي يصارع في الوغى ضرغاما
تلك الشريعة في الحياة فلا ترى
إلا نزاعا دائما وصداما
***
وتأكد انه ليس هناك من سيكترث لما مررت به من مساوئ وصعوبات، ولن يهتموا لمعاناتك، ولن يلتفتوا ابدا لك، أو حتى يستشعروا بك، فلا تسمح لفلول اليأس بالهجوم عليك، ولا تدع تلك السحابة السوداء تظلم سماءك.
وضع في عين الحسبان ذلك النضج الذي من خلاله ستستطيع اخراج كل تلك الافكار، المواقف، التصرفات، الاشخاص، وكل ماهو سيء من حياتك، ما سيجعلك تشجع بالإيجاب نفسك، ولتغيير شخصك سيكون إصرارك.
لذلك وان خذلت، أخفقت، أخطأت، ابن ثقة نفسك بنفسك، ولا تسمح للآخرين بأن يملوا عليك ويوجهوك، فأنت تعرف الخطأ من الصواب، ولست بحاجة لأن يشوروا عليك بما يريدونه هم ويعجبهم، لا بما تريده انت ويعجبك ويعجب ذاتك ويتماشى معك، ولا تنتظر منهم ان يزرعوا الثقة من جديد بداخلك، ليحسّسوك بقيمتك وقيمة كيانك، بل قم انت بترميم روحك وذاتك بثباتك، وازرعها بنفسك، ومن دون ان تشعر الغير بذلك، وتذكر بأنك لا تدين لاولئك الغير من البشر بأي شيء، هذا وبخلاف أن الاغلب منهم متخبط من تلقاء نفسه، بل وان معظمهم عاذلون ومخربون، هذا وان لم يكونوا في الاصل، هم السبب الرئيسي لتشتيت وتذبذب وتهشيم ثقتك وضياعك.
يقول الشاعر الشريف الرضي:
وأكثر من شاورته غير حازم
وأكثر من صاحبت غير الموافق
إذا أنت فتشت القلوب وجدتها
قلوب الأعادي في جسوم الأصادق
***
فالصراعات في حياتنا كثيرة، ان لم نتقن فن ادارتها فلن نستطيع ان نعيش حياة هادئة، مريحة وسليمة، حياة جميلة، سلسة ورائعة، كما نريدها نحن، لا هم.
فكن قادرا على التواجد هناك من بعد الله سبحانه وتعالى بنفسك.