غالبا ما يربط الناس حياتهم بأشخاص معينين، أو بأشياء زائلة عابرة، وقد تتغير مع مرور الأيام تصرفات أولئك الأشخاص ومشاعرهم على حسب تغيّر أهوائهم، كما قد تبحر أيضا تلك الأشياء الزائلة كالسفينة في مهب الريح، وتختفي بعيدا عنك، حيث انك لا تزال باقيا في مكانك، ومعتقدا أن بهم فقط تستطيع إثبات وجود كيانك.
لذلك ترى الكثير يبنون حياتهم وجميع طموحاتهم المستقبلية وأهدافهم على أكتاف ركيكة جدا ومهترئة، يظنون أنها في لحظة ذهول وانبهار، ستكون كالجبال لا تتحرك أو تتزحزح.
إلى ان تنهار فجأة ومن غير توقّع وتهدم، فتهدم معها حيواتهم وطموحاتهم وأهدافهم، وتضيع أيامهم معها، وهذا اكثر ما يصيب صدأ تخلف فكرهم المحدود، واعوجاج تخطيطاتهم غير المتوازنة، فتكون بمنزلة صدمة، أو بالأحرى تكون بمنزلة صاعقة، لا قيام بسهولة بعدها، صاعقة مليئة بالشحنات السلبية المكثفة بأضرارها ومشاكلها.
صاعقة تجعلك تنعزل عن العالم لتعيش في حدود رقعة الإحباط والصدمة والانكسار، كونك ظننت أن كل ما سبق هو المانح الوحيد للسعادة والإثبات القاطع للوجود، فتتسرع وتصبح كما الذي يكذب الكذبة ويصدقها، فتمنح كل ما لديك من أمان وأحلام، وكل ما أوتيت به من حماس وحزم وإصرار لها.
ولم تضع أبدا في عين الاعتبار بعض التوقعات والاحتمالات التي قد تأتي بعكس رياحك التي تمنيتها، ولم تمنح نفسك حتى بعضا من الفرص أو الطرق البديلة في حال حدوث غير المتوقع معك.
فتنبثق حينها أمام عينيك العديد من الليالي المتعبة، المؤرقة، والتي قد تحطمك وتجعلك تشعر بالانهيار، وتلك ردة فعل طبيعية، حاصلة لا محالة، وقد لا تلام عليها، ولكن لا تبالغ كثيرا بها، وتأخذ الأمور على منحنى شخصي، وان كان الأمر برمته يتعلق بك، فلا بأس، بل افصل كما يقال نهر حياتك واجعل لها مسارا جديدا خاصا ومختلقا، وتأكد بل كن مستعدا بأن ليس كل شيء يجب أن يبدو كما تريده انت دوما.
ولا تنس أن تبحث فيما بين السطور، فقد يكون ما حصل معك يحمل في طياته الكثير من الرسائل التي يجب أن توجهها إلى ذاتك، كتنبيه أو كتحذير وغيرها، فكن متعاطفا مع نفسك بصدق وموضوعية.
يقال: أحب نفسك وأنت متعب، أحب نفسك وانت ضعيف، أحب نفسك وأنت محبط، أحب نفسك وانت منكسر، أحب نفسك إلى أن تستعيد قوتك، كما لا تنسى أن رحلة كل شخص منا مختلفة عن الآخر، والحياة لن تتوقف أبدا، فقط احرص على مقدرتك على العيش وحافظ على رباطة جأشك.
وذلك لا يعني بتاتا بأن تقوم بكبح مشاعرك، بل إنما أن تستوعب تلك المشاعر الكامنة وراء ذلك الشعور.
حينها ستكون متمكنا وقادرا على فن إتقان إدارة جميع مشاكلك وصراعاتك، وثق بأن هناك فرحة رائعة كاملة مكتملة محققة في مستقبل قريب بإذن الله لك.