اختلس بعض اللحظات وعش في حالة حب مع ذاتك، لتعينه وتحثه للأفضل، وكن على يقين تام بأن الحب لا يقتصر على الرومانسية بين طرفين فقط، ولا يشترط أيضا بأن يكون مع أي طرف آخر من الأطراف كي يتوافر بكامل معانيه، ولكن تأكد انت كي تكون جديرا بالحب الحقيقي بمن حولك، يجب أن تكون جديرا بذاتك وكيانك أولا، وهذا لا يتولد إلا من خلال ثقتك القوية بنفسك وبألا تسمح بأن تكون إنسانا غارقا بالأسئلة التي تشتتك وتتركك خاويا ضائعا خلفك.
فالحياة بمجملها ليست إلا ممارسة متصلة لهذا الحب وتحريضا قويا له، وهذا الحب وحده من سيجعلك تتقبل نقاط ضعفك قبل نقاط قوتك لتواجه الحياة بكل قوة وصلابة من خلاله، فيكفي بأنه سيساعدك على الإبداع والتميز والإبحار في أعماق أعماقك، وسينمي شعور التقدير في نفسك، كما سيغمرك بالطمأنينة تجاه بيئتك، مجتمعك، وكل من حولك، وسيساعدك على احترام وتفهم عقليات وقدرات الآخرين أيضا، يكفيه بأنه سيجعلك متصالحا مع نفسك.
فهو ليس أنانية أو غرورا كما يعتقد البعض، خاصة إن كان مبنيا على أسس ثابتة وصحيحة، بل على العكس تماما، هو احتراما لقدراتك وتقبلك لجميع إمكانياتك وحتى عيوبك، التي ستجعلك لا إراديا تصغي إلى صوتك الداخلي، لتكون قادرا بعدها على جعل حياتك أحلى وأجمل وأبسط بكثير، فإذا كان الآخرون لهم عليك حق، فذاتك أيضا لها عليك كل الحق، لذا يجب عليك من حين لآخر أن تعطيها ذلك الحق والمساحة الوافية والوقت الكافي، للإجابة على كل ما يدور بداخلك والاستماع إلى نفسك بصدر رحب.
تأكد من أنها من أفضل وأروع الطرق، التي ستجعلك تنعم بالراحة والدفء والهدوء والسلام الداخلي، ومصارحة قد تعينك على تغيير شخصك للأرقى والأسمى، والتي ستدعمك دوما بكلمات تحفيزية تدفعك إلى الطريق الصحيح.
واياك أن تبالي أو تهتم بما يقوله عنك الآخرون، فإذا كثر نقادك وأعداؤك فاعلم أنك على الطريق الصواب، ومن حبك لذاتك أيضا أن تهتم بصحتك الجسدية ومظهرك وشكلك وأناقتك وهندامك وبشاشة وجهك التي تعكس ذوقك وحرصك، وليس بالضرورة أن يكون هناك شخص معين في حياتك، لتفعل كل ذلك من اجله، وإنما لذاتك فقط.
فمن ذا الذي يستطيع أن يقدم لك التقدير والاحترام ما لم تقدر انت نفسك وذاتك وتحترمها؟ ومن ذا الذي سيلتفت لما تملكه من مواهب وقدرات وميزات تكمن في داخلك، ان لم تلتفت انت لها؟
وكما يقال: نحن من نصنع المرارة، ونحن من نصنع الحلاوة لحياتنا، فلنكتشف في أنفسنا روائع الأشياء والمواهب والقدرات والأفعال الجميلة، ولنعمل بها لنجمل بها حياتنا ولنستفيد من قدراتنا ونسعى دائما نحو التطور والإبداع.