ابتسم لهم، ولكن سطح علاقتك معهم، ابتسم لهم، ولكن لا تتردد ثانية واحدة في أن تخرجهم من إطار حياتك ومحيطك، كي تصبح بعيدا عنهم.
أولئك الذين دائما ما يضعون العثرات وكل العرقلات في طريقك، أولئك الذين يتربصون من بعيد لك ويراقبونك، يتصنعون التودد أمامك، وفي الواقع هم متشوقون جدا للحظة سقوطك، سقوطك الذي سيسنح لهم تلك الفرصة التي سيوجعونك من خلالها بكلامهم، ﻳﺨﺬﻟﻮنك وﻳﺠﺮﺣﻮنك، ليعودوا إليك فيما بعد، وبكل بجاحة تجدهم يسألونك! كيف هي أحوالك؟ وفي الواقع هم يخبئون ما بوسعهم قوله، من حقد وخبث وكره لك، لذلك كن موقنا بأنهم يلحظون معظم أمورك وتصرفاتك.
أشخاص كارهون، لا يستحقون أبدا برهة من وقتك واهتمامك، هدفهم الوحيد هو فقط أن يروا عطش فضولهم من خلالك.
محطمون من الداخل، ولهذا غالبا ما تراهم ينزعجون من فرحك وابتسامك، فحذار أن تثق بهم وتخبرهم عن حقيقة أخبارك! وفي بعض الأحيان تجدهم يتجاهلونك، لأنهم يتألمون من تركيزك على طموحاتك وإبداعاتك، واهتمامك بذاتك، وينزعجون من حرصك الشديد على تميزك ونجاحاتك، وكل ما تحظى به، ويثير في المقابل غيرتهم ويكثر من جفائهم لك! ما جعلهم في سبات عميق، ناسين أنفسهم، لم يحركوا ساكنا، فبالكتمان جازهم واقض جميع حاجياتك.
وركز فقط على خطواتك، جهدك، تنوير بصيرتك، طاقتك وحيويتك، لترتقي للأفضل، ولكن ليس بوجودهم معك.
يقول الشاعر ابن الرومي:
يا دافن الحقد في ضعفي جوانحه
ساء الدفين الذي أمستله جدثا
الحقد داء دوي لا دواء له
يري الصدور إذا ما جمره حرثا
فكن قويا ولا تجعل سلبياتهم تمنعك من إكمال طريقك، وكن واثقا ولا تهتم بكل ما يقال من خلالهم عنك، كن صارما مع كل من يسيء إليك منهم، ويسعى بكلماته الرخيصة الى أن يكسرك ويحزنك.
وإياك أن تنصت إليهم كي لا تتزعزع ثقتك وإرادتك، وكن دائما وأبدا مسالما لأجلك لا لأجلهم، فوحدة السلام الداخلي دائما ما يكون من الباري سبحانه مدد بلا عدد، فتفاءل، وكن مرحا، فرحا، منشرحا، كي لا تتلاشى لهفتك مع مرور الأيام بسببهم وتتبخر سعادتك، فتتجمد فيما بعد مشاعرك وتخونك همتك.
وواجه فوضاهم والتي دائما ما يحاربون بها دماغك، لتؤثر عليك وتشوش ذهنك، وتجلب التوتر، والتعب والإجهاد النفسي لك، بكل ما أوتيت من قوة وشجاعة.