هناك الكثير من الأشخاص الذين يرفضون رفضا باتا أن يكونوا مختلفين عن غيرهم، ويصرون على أن يكونوا شبيهين لهم، فيقومون بتقمص شخصياتهم، ويقلدون تصرفاتهم، وسلوكياتهم وطريقة كلامهم، ويحاولون جاهدين أن يتطبعوا بطباعهم، ومبادئهم، وقيمهم ومميزاتهم.
تلك التي جعلتهم يستطيعون من خلالها بتوسيع جميع نطاقاتهم، ويبدعون في تحقيق نجاحاتهم.
لكنه في النهاية والأخير يبقى مجرد تقليد لا اكثر، تقليد أعمى، اعتادوا عليه ولا يستطيعون التخلي عنه، بالرغم من انه يختلف كثيرا عما يضمرونه، هذا وبخلاف انهم يقلدونه بثمن رخيص لا قيمة له، مما ينذر في وقت قصير بأفوله.
فكم من السفاهة أن يضيع الإنسان وحدة شخصيته، وتنقلب رأسا على عقب معاييره، دون أن يضع خطا معينا، مميزا لحياته! بدلا من حياة غيره.
فلهذا السبب تجدهم للأسف يتلونون بألوان مختلفة! ويهدرون طاقاتهم على طريق ذبذباتهم، وشتان ما بين الأمرين، فهذا يطمح لأن تكون له بصمة جميلة، رائعة، تضيء بالنفع والخير حياته، وذاك يطمح على العكس تماما، منجرفا خلف نزاعاته، وغارقا باضطراباته.
يقول مارتن لوثر كينغ: لا بأس من الاستفادة من تجارب الغير، لكن تقليد الآخرين لا يعني انك ستحصل على ما حصلوا عليه.
فهم أصحاب قلوب وعقول مريضة، أي يستحيل أن تجدهم في يوم ما، يتصرفون على طبيعتهم وعفويتهم، ويستحيل أيضا أن يقتنعوا بأن لكل شخص منا له ميزاته، إلى أن اصبحوا خليطا من مجموعة شخصيات بائسة.
بعكس أولئك المحبين للتوافق، المواءمة، والخير والانسجام، الذين يتميزون بالنباغة والاتزان، بسبب تحليهم بالقناعة والتوافق والسلام.
فيكفي أيضا أنهم أشخاص منجزون، شقوا طريقهم نحو غايتهم بأنفسهم، دون أن يتقمصوا شخصيات غيرهم، ودون ان يقلدوا هذا أو ذاك، ولا يركنون لأحد من أجل أن يثبتوا وجودهم، إلى أن أبدعوا في توسيع جميع نطاقاتهم، رغم كل التحديات والعرقلات التي صادفتهم.
يقال: «الحياة معركة، إما أن تعيش لتحقيق قيمك ومبادئك وكل ما يمثلك، أو تموت بلا كرامة.. والقرار بيدك».