كثيرة هي الصراعات في حياتنا ومختلفة، ومن كثرتها وشدة اختلافها قد تضعنا في ظروف جدا صعبة، ظروف لن نتهيأ أبدا لها ولا لكيفية التعامل معها، إلا ان هذا لا يعني ابدا أن نستسلم وبكل سهولة نقيد بها أنفسنا.
فلم يكن لنا مهرب آخر نسعى إليه، لذلك يفترض منا ان نحاول، نبادر، حتى آخر رمق، نجتهد، نطمح، نتأمل لنيل المستحيل بكل ما فينا، وان كان على حساب تغيير فكرنا وكسر بعض من قوانيننا، المهم ألا نستسلم بكل سهولة ونضعف! نسخط، نتذمر، نغضب دون ان نفعل.
بل علينا أن نجتهد ونغير طاقتنا ونرسخها باتجاه الأفضل، ونتعلم أن التغيير يبدأ من الداخل، ففكر بعمق، وبتحليل صحيح، وإلا لن تستطيع التعايش والتأقلم معها، ولن تهنأ بحياة هادئة مريحة بها، سلسة ورائعة، كما تريدها.
فهي حياة! مليئة بالكثير والكثير بالأمور والصراعات التي قد لم تتوقعها، لما قال الشاعر/ إبراهيم الباروني:
والعيش في الدنيا جهاد دائم
ظبي يصارع في الوغى ضرغاما
تلك الشريعة في الحياة فلا ترى
إلا نزاعا دائما وصداما
فكل ما عليك فعله حقا، هو أن تكون صلبا قدر المستطاع، كي تتخطاها وتقابل صراعاتها لتتجاوزها وتقاوم، فتأكد انه ليس هناك من سيكترث بما مررت به من مساوئ او صعوبات او شيء من تلك الصراعات، ولن يهتموا ابدا بشعورك ومعاناتك، ولن يلتفتوا ابدا حتى لشخصك ولك، لذلك لا تسمح لفلول اليأس بأن تسيطر عليك، ولا تدع تلك السحابة السوداء بأن تظلم سماءك.
يقول الشاعر:
تعست هذه الحياة فما يسعد
فيها إلا الجهول ويرتع
هي الدنيا في كل يوم ترينا
من جديد الآلام ما هو أوجع
فضع في عين الاعتبار، ذلك النضج الذي من خلاله تستطيع إخراج كل تلك الأفكار والمواقف وحتى بعض من أولئك الأشخاص، الذين يهدفون بفرض انفسهم وكل ما يدور في عقليتهم بمختلف أطباعهم وأخلاقهم عليك، ليبعدوك في المقابل عن ذاتك وكيانك وحقيقتك، فقط لترضيهم وتصبح نسخة منهم.
ليحظوا هم بما يريدون، ولكن ليس مهما أبدا لديهم بأن تكون انت شخصا حرا في «فكرك، رأيك، شعورك، تصرفاتك»، ولا حتى بصحة وعيك وفطنتك وذكائك، بعيدا عن غباء تدخلاتهم.
ركز على إصرارك فقط! وعلى كل ما يريح بالك، دون تدخل أي شخص منهم في تصرفاتك، مهما كانت مكانته كبيرة في قلبك، فهذا لا يعني أبدا أن ينسى نفسه ويتحكم بك ويديرك على مزاجه، ليعرف كل صغيرة وكبيرة تتعلق بك!