عادة ما تتحقق القناعة ويتحقق الرضا من خلال النظر دائما لما بين يديك بدلا من الهوس بما ينقصك، وأن نعبر عنه من خلال كل ما ينعكس على تلقينا للكثير من الفضل والعرفان، فبرضانا وقناعتنا وشكرنا عليها وان كانت بسيطة، إلا أنها ستزهر قلوبنا، ما سينعكس علينا ويملأنا بالتمتع بها دائما وأبدا.
وانه لمن المنطقي للغاية أن نقتنع بأن الأشخاص القادرين على ذلك الشعور هم اكثر الأشخاص ميلا للسعادة والفرح والانشراح، فوجودنا في هذه الحياة بحد ذاته نعمة ما بعدها نعمة، وتعتبر من النعم التي تحتاج منا أيضا الرضا والامتنان والتقدير، فيكفي بمجرد ان نشعر بالراحة النفسية فقط لا غير.
قال محمود الوراق:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة
علي له في مثلها يجب الشكر.
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله
وإن طالت الأيام واتصل العمر.
إذا عم بالسراء عم سرورها
وإن خص بالضراء أعقبها الأجر
فتوقف لدقيقة فقط وفكر، فكر كم بإمكانك بأن تغذي هذا الجانب من شخصيتك، كي تغير من سلوكك الناقم، وإن كنت تعتبرها بمهمة ليست بتلك السهولة، لكن تيقن من أنك ستمتن لنفسك كثيرا لو بدأت في بذل جهدك من الآن لأجلها!
يقال:
كم نعمة لا يستقل بشكرها
لله في طي المكاره كامنة.
كما تأكد ان من خلال تلك الدوامة التي تدور انت بها الآن، باستطاعتك ان تستعيد تعريف جميع النعم الموجودة في حياتك، والتي تحتاج حقا للامتنان والرضا والتقدير.
قال الشاعر أبوالفتح البستي:
كل من يرتقى إليه بوهم
من جلال وقدرة وسناء.
فالذي أبدع البرية أعلى
منه سبحان مبدع الأشياء.
ولطالما النعم والخير بيد الله عز وجل، والقضاء بأمره، وسعادتنا بالأشياء من حولنا مرتبطة برضاه عز وجل، فجميعها تستحق الثناء، كونها مقيدة بالقناعة والرضا والعرفان، هذا وبخلاف ان الإنسان في حاجة دائمة للتقرب إلى ربه سبحانه، حتى ينال سعادته في الدنيا والآخرة.
برضاك وامتنانك ستكون قادرا على التخطي لجميع أزماتك، ورعاية ذاتك، وستتعلم كيف ستقضي على حواجزك، وشفاء نظامك من انهاكك، وستحميك من ويلات إجهادك.