كثيرة هي المصادر التي تشكل مرجعية موجهة لجميع الأنشطة الاجتماعية المختلفة، والتي من الرائع جدا لو كان لنا موقف بارز ودور فعال فيها، مصادر متعددة ذات معلومات سائدة تعتبر من محددات العلاقات الاجتماعية بين أفراد مجتمعنا، والتي من المفترض أن تعكس موقفنا السوي من ثقافته، خاصة إن كانت تلك الثقافة مستمدة من تعاليم إسلامنا وعقيدته، ذلك لأنه يعتبر المرجعية الصحيحة لمعظم أنواع ثقافاتنا، وكما قال نابليون بونابرت: «المجتمع بلا دين، كالسفينة بلا بوصلة»! وكلما جعلنا من تلك الثقافة موجها لكل الأمور تمكنا من حل معظم قضايانا وأسرعنا في علاجها، تلك القضايا التي قد تتعارض أحيانا مع نظرة ثقافة المجتمع لها، هذا بخلاف أن معظمها مهمة ومصيرية، لذلك لابد أن يكون لنا موقف حازم معها، موقف صحيح وعادل إزاءها.
وبالتزامنا بصحيح معايير ثقافتنا وصحة أسسها سنعكس وبشكل ملحوظ آثارها الطيبة على الفرد والمجتمع على حد سواء، فيكفي أنه من خلالها سيشعر كل فرد منا بالراحة والطمأنينة، وسيتذوق حلاوة العدل، والمساواة، وسينظر كل منا لمجتمعه نظرة إيجابية ومفرحة، وفي الوقت ذاته محفزة.
سيساعدنا هذا بالتالي على زيادة إنتاجية الفرد وسيزداد عطاؤه، ذلك لأن شعور الانتماء الحقيقي تغلغل فيه، ما جعله ينجز ويظهر أبهى ما عنده، وستتبلور بعد ذلك معالم شخصيته، وبهذا سيتقدم ويزدهر المجتمع، وسنجتهد ونبدع في المقابل.
كما سيرتفع شأن مجتمعنا بين المجتمعات المحيطة، ولن يصبح بعدها مجتمعا ضعيفا متهاويا، آيلا للسقوط، يعمه الفشل والتخلف والاضطراب.
يقول تشي جيفارا: «ماذا يفيد المجتمع إذا ربح الأموال وخسر ثقافة الإنسان»؟!
فهكذا تبنى عامة المجتمعات بشكل سليم وصحيح، وهكذا تبنى الأمم، وكما قال علي الوردى: «ان وجود الغنى الفاحش بجانب الفقر المدقع في مجتمع واحد يؤدي إلى الانفجار عاجلا أو آجلا»!