يقال إنه لو كان العقل على قدر الكلام، لكان الثرثار أكبر الناس عقلا، ولو كان العلم على قدر حفظ المسائل، لكان التلميذ أوسع من أستاذه علما، ولو كان الجاه على قدر الفضائل، لما كان لقليلي حسن الخلق أي نفوذ! ولو كان المال على قدر العقل، لكان أغنى الناس الحكماء، وأفقر الناس السفهاء، وهنا أستحضر مقولة «شكسبير» الخالدة في «هاملت» «أكون أو لا أكون».
تأكد أنك أنت وحدك من على هذه الدنيا من يستطيع ان يثبت وجوده بالطريقة التي يتمناها هو وبالشكل الذي يريد، أنت وحدك من على هذه الدنيا من يستطيع أن يثبت وجوده وذلك من خلال ترك بصمة جميلة رائعة تميز بها شخصك وذاتك، كي تكون أو لا تكون، وليس شرطا ان يكون ذلك عن طريق الجاه أو المال أو العلم او الغنى... إلخ.
ولكن قد يكون من خلال احترام الشخص لذاته وتقبلها كما هي، فلكل إنسان صفاته الخاصة به والتي تميزه عن غيره، ولا وجود للإنسان المثالي في هذه الحياة، وبالتالي عندما يتقبل الشخص نفسه بعيوبها وحسناتها سيفرض ذلك على الآخرين زائد ثقته بنفسه، وتقدير الإنسان لذاته يتم عن طريق التركيز على الصفات الإيجابية التي يمتلكها، ونقاط القوة لديه، والعمل على استغلالها وتنميتها، كما يجب عليه تجنب الصفات السلبية التي تسبب لديه الشعور بالنقص ما يؤثر على ثقته بنفسه، وعدم السماح لأحد بأن يحبطه، فيا أصحاب الميدان لا تحركوا طواحينكم كما يقال قبل أن تزرعوا قمحكم فإن ضجيجها الفارغ عورة، ولا تزرعوا بذور قمحكم قبل أن تحرثوا أرضكم فإن غرسها مضيعة!
قد يكون من خلال الحزم وهو أن يمتلك الشخص القدرة على التعبير عن آرائه وأفكاره بجرأة، والدفاع عن احتياجاته بلباقة دون اللجوء إلى العدوانية، والقدرة على التعامل مع المشاكل التي يواجهها بالإضافة إلى القدرة على بدء وإنهاء المحادثات مع الآخرين بثقة، وعدم الانصياع للغير بدون تفكير.
قد يكون من خلال الشجاعة وهو بأن لا يسمح الشخص للخوف بأن يسيطر وبشكل عام على حياته، لذلك عليه ان يحرص على ألا يتحول إلى جزء بليد كآلة قديمة، يتحرك بمعزل عن إرادته ووجوده ورغباته وحقيقته بعيدا عن ذاته.
أو قد يكون من خلال الصدق الذي هو من أهم صفات الشخصية المميزة، فالتزام الشخص بالصدق في أفعاله وأقواله يمنحه ثقة الآخرين المطلقة، وترفع من شأنه أمامهم، بينما يعمل التصنع والكذب على تشويه صورته، وفقدان ثقة الناس به، لذلك على الشخص تحري الصدق والصراحة عند التعامل مع الناس، لكي يحوز ثقتهم واحترامهم ويترك أثرا طيبا في قلوبهم.
كذلك، فإن امتلاك الشخص لآرائه الخاصة، وقناعاته، ومبادئه والدفاع عنها لكن بعيدا عن التعصب وعن عدم السماح للآخرين بمناقشته، تجعل منه شخصا توافقيا أمام الآخرين والتأثير فيهم، بالإضافة إلى جعلهم يعجبون به بشكل كبير.
كما أن التمتع بالذكاء العاطفي يجعل الشخص يتمتع بالقدرة على التواصل مع الآخرين وجعل المحيطين به يشعرون بالسعادة، كونه شخصا قادرا على فهم وتحديد العواطف، لأنه يملك قدرا عاليا من هذا الذكاء بإدراك ذاتي، حيث يعرف بقدرته العالية على فهم مشاعر غيره، ما يجعل من السهل عليه التعامل مع عواطفهم بطريقة صحيحة.
والكثير والكثير من الأمور والسمات والتي من خلالها نستطيع ان نترك بصمة رائعة جميلة تعكس عمق شخصيتنا في نفوس الآخرين.