عبر عن إحساسك لمن حولك، بكل ذرة من ذرات كيانك، وان اقتصر ذلك التعبير على ابتسامة جميلة، بفضلها قد تتقلص فجوات كبيرة، أو كلمة صادقة تكمن وراءها حقيقة رائعة وثمينة.
ولا تكن صلدا في القول الحسن، شحيحا في الكلم الطيب، فتستحوذ عليك الأنانية الأخلاقية والعقلانية، وبأبشع صورة ستظهرك، (امتدح، جلل، اشكر، تواضع، بادر، امنح الأمل، واترك وقعا جميلا في ذلك الوصل). وثق بأن لو لطمتك بعض الظروف وعصفتك، وهزت موطنا كبيرا من مواطن قوتك، ففقدت على أثرها رهافة إحساسك ومشاعرك، إلا انها يستحيل ان تحبطك وإلى القنوط تدفعك، يستحيل ان تغريك لفعل السوء وتحرضك، هذا طبعا ان كنت انت إنسانا سليم قلبك، بيضاء نيتك ونياسم سريرتك.
لأن سليم القلب وحده الذي مهما دهورته دواليك الأيام وخذلته، لن يتغير أبدا، بسبب تمتعه بمرتبة عالية من القناعة والإيمان والأخلاق، ما جعلته صاحب فكر (صافي، نظيف، شفاف)، وان عانى، وان تعب، وان تألم، لن يسمح بأدخنة الحسد والكره والغيرة أن تتصاعد منه، فتشوه شخصيته وتشوهه.
لذلك لن تجد في قاموسه شيئا معلنا، وشيئا غير معلن، لأنه يتعامل على الدوام بسجيته، فلا تخلو تصرفاته من (اللطف والتقدير)، ولا يخلو كلامه من (المدح، الإشادة، الثناء والإطراء)، فكل كلمة رقيقة، مهذبة تخرج من فمه، تفرحه أولا، قبل أن تفرح الآخرين غيره، ترضيه وبالارتياح دائما تفعمه.
يقال دائما بأن فاقد الشيء لا يعطيه!
لأن الفقد والحرمان بشكل عام، لشيء كنا تواقين للحصول عليه، يفقدنا أحيانا إدراك ضرورة وجوده، ما يجعلنا نحرم غيرنا منه، ولكن لا ننسى أيضا أن لكل قاعدة استثناء، فهناك الكثير ممن فقدوا أشياء كثيرة، فتعطشت أرواحهم وفترت هممهم، لكنهم كانوا الأجدر والأكثر بالعطاء، فتجدهم يغدقون على غيرهم مما فقدوا، بكل ما يؤنسهم، ويحسسهم بقيمتهم وأهميتهم، خوفا عليهم من ان يشعروا بتلك المرارة التي تذوقوها هم قبلهم.
تقول الأم تريزا والتي كانت تعتبر واحدة من أعظم الشخصيات الإنسانية في القرن العشرين (ابحث عن فرص لجعل الناس يشعرون بأهميتهم)، لأن بذلك ستترك بصمة واضحة، ستلاحظ انعكاسها تدريجيا عليهم، وذلك بحد ذاته يعتبر إنجازا عظيما بالنسبة لك.
سواء كانت تلك البصمة من خلال كلمات ملهمة، أو ردود أفعال سعيدة مبهجة، او ضحكة مجنونه مع نظرة حنونة، مليئة بالمشاعر المتأججة.
فمن هذا المنطلق، ستتلذذ أنت برياح الراحة والنقاء، وستصل لقمة الإنسانية الحقيقية والإخاء.