كان ولايزال «نادي المصابيح» الذي أسسه د.محمد فهد الثويني عام 1993 مصدر إلهام لتنمية الشباب، وتربية الأبناء، والذي لا يغيب عنه أبدا مبدأ الاحترام، العلم، المهارة، الصدق، الأمانة والرسوخ، مقتديا في ذلك بفعل النبي عليه السلام، في تجزئة الحياة لشبابنا وأبنائنا، ليستقبلوا كل جزء من حياتهم بما تحويه، بنفس مجتهدة، وبتصميم وإصرار وعزم جديد وقوي.
«نادي المصابيح» يسمو بأن يصبح كرافعة لتخطيطات ثقافية تنموية، يوفر للشباب والأبناء فرصة، لتهذيب سلوكهم، وصقل هواياتهم وميولهم، وتقويم نوازعهم السلبية، وغرس قيمة الرجولة بهم، ليواجهوا كل تحدياتهم، وأعباء مستقبلهم، من بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، بشجاعتهم وبإقدامهم وبقوتهم.
وبما اننا اصبحنا نعيش بمجتمع يعاني نوعا ما، من اعوجاج الأوضاع، وشيوع الأخطاء، وصار متشبعا ببعض من وباء مظاهر الحماقة والإقصاء وغياب الأدب والحياء، والذي صار ينخر الجسم المجتمعي برمته.
لذا، يسعى د.محمد فهد الثويني، جاهدا باستئصال ذلك الوباء، بما يحمله من جهل وتدهور أخلاق، بفقهه وبتعاليمه المنوعة، وبمهارات نفسية واجتماعية ذات همة عالية، يغلب عليها (الطابع الديني). ليذكر شبابنا وأبنائنا دائما، بأن ديننا الإسلامي الحنيف، ماهو إلا غذاء لأبدانهم، ومتعة لجميع حواسهم، ولا يحيا الإنسان أبدا، ويسمو، إلا بالخلق العظيم، والطبع السليم، والفكر والتوجيه الصحيح.
فالحياة، في مجملها تتطلب روح الاحترام والحب والمودة، تتطلب الحنو والليونة والرأفة والإخاء، بعيدا عن التهور والاندفاع، الذي لا يجلب سوى المعصية والعنف، والخراب والصدام.
وبالتشارك التربوي المعنوي، ستروى احتياجات شبابنا وأبنائنا، من حيث الثقافة والدراية والابتداع، لينعكس ذلك تلقائيا على شخصيتهم وبيئتهم، ومن ثم سينعكس على مجتمعهم الذي يعيشون فيه.
فكم نحن بحاجة لمثل تلك البصيرة المدركة الواعية اللماحة، لفك غوائر العقد النفسية، والعادات السلبية الذميمة، لمعرفة كيفية استراتيجية السيطرة عليها، وللتخلص من الأفكار المضطربة، والغرائز المنحلة، قبل أن تتغلغل بداخلهم.
نادي المصابيح:
ماهو إلا مشروع ذو هدف نبيل، قيمي متفرد في ثناياه، كما انه يعتبر نقلة نوعية رائعة من حياة إلى حياة، قاطبا لليسر والكرامة والسماحة، لتطوير النشء وتثقيفهم، ولضبط مسالكهم وعلائقهم، ولتصحيح مسارهم.
وليتعمقوا اكثر، في تلك التحولات الجذرية على الأنساق الاجتماعية، والتي تندرج تحتها جميع أوجه السلوك الإنساني، ذلك ولينظموا أنفسهم أيضا ويثبتوها، على قواعد صلبة مليئة بالإيمان والإحسان، مليئة بالتواضع والاتزان، مليئة بالأمل والاطمئنان.
كي لا تغرق سفينة حياتهم، في بحر من اليأس والغفلة والفراغ، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ».