لو استوعب إعلامنا المرئي والسمعي، وتلفزيوننا الوطني، والذي جعل الغالبية العظمى من الناس تنفر وتهرب منه، المعنى الحقيقي للبنية الاجتماعية وما تحمله من نهج رائع ومفيد، في حال لو استخدم بطريقة صحيحة وواعية، لعزّ عليه الاستمرار لهثا وراء أقذاء الناس إلى الآن!
فلو استوعب ذلك النهج بحذافيره، لأصبح منارة ثقافية راقية، قد تقودنا إلى أشياء كثيرة ومذهلة، وتجعله مواكبا للريادة.
لكنه للأسف مازال مصرا على ان يكون مهبطا للمتخلفين، ومستودعا للفلول والمتناقضين، الذين أصبحوا كـ«اراجوزات» بأشكال وألوان مختلفة، في مسرح باهظ الثمن، من خلال طرحهم الرخيص، الخارج عن المألوف.
مستودع لحفنة من الفارغين من كل مبدأ ومنطق وأخلاق، وبالأخص ما صرنا نراه من النساء، اللواتي أصبحن يظهرن بشكل مكثف، وبصورة لا تليق بهن، بسبب قباحة لسانهن وثقل دمهن، وهن يتكلمن بكل ثقة عن قيم ومبادئ مطاطية، بطريقة لا يمكن إلا أن تكون سوى علامة على (وقاحتهن ونقص حيائهن).
بخلاف أسلوبهن وتصرفاتهن، التي صارت تتوارى خجلا أمام فيديوهاتهن، مفصحات عما يدور في أذهانهن، حيال مواضيعهن التي لا تتعلق إلا عن الرجل «الزوج» بمعنى اصح، وعن تقصيره، بلادة مشاعره، إهماله، عيوبه، أفعاله، وعدم إحساسه، وكأنهن كاملات مكملات.
انتهينا الآن من «الفاشينستات والبلوغرات»، وحان دور تضخيم وتشهير من أسميتموهن ناشطات اجتماعيات، وهن في الواقع ناقصات اجتماعيات لا اكثر.
وكعادته قام إعلامنا، باستضافتهن، وسرعان ما سلط الضوء عليهن، لكن لماذا؟ وما المعيار؟ لا نعلم!؟ هل لتغطية انفصاليتهن أو جنونهن أو عقدهن، أم ماذا؟ وحين سألت إحداهن، في إحدى المقابلات، عن رسالتها السامية التي تسعى جاهدة لتوصيلها، ردت قائلة: «مممم يعني نحاول أن نصلح ما أفسده الدهر»، كون الرجال حاليا بحاجة لتوعية بسبب تصرفاتهم غير السوية!
ولكن ماذا عن تصرفاتكن المدلهمة؟ وجرأتكن البلية عفوا؟ فالإصلاح انتن أولى به قبل الرجال.
ولا اعلم حقيقة، هل حلت على مجتمعنا الكويتي، لعنة «اللاوعي» يا ترى؟ وإلى أي درك أوصلتنا إليه تلك (العاهات)؟ هذا بخلاف بأن الحياء نقطة في الجبين، كان ومازال نموذجا للمرأة في فطرتها، والآن لا نكاد حتى ان نراه! وهل يعقل أن كل امرأة في مجتمعنا الكويتي، تظهر غباءها وسخريتها، (تلطلط على قلة سنع، ناسفة لسانها على چتفها)، أصبحت ناشطة اجتماعية في نظر إعلامنا؟ فلم يكذب من قال:
يا صاحب ذا حال الدنيا
إن عرجت فلا تتعجب.