يقول محمد علي باشا:
لتاريخ الرجال فوائد عظيمة، ومرام جليلة،
وعبر راسخة، فيهم همة عالية، وولاء مخلص
لهذا الوطن، وجذوة وطنية تنزع عنهم كسلهم.
ولتلك المقولة معنى عميق، اختصرها لنا يوسف عبدالحميد الجاسم، من خلال توليه رئاسة شركة طيران الخطوط الجوية الكويتية.
ففي فترة وجيزة جدا، وبتشكيل مجلس إداري جديد، تم وضع استراتيجية متكاملة تضمنت مجموعة من الخطط والعديد من المبادرات التي دأبت منذ بداية أيامها الأولى، على تحقيق أسمى الأهداف المرتبطة بأروع ما يتمناه كل مواطن كويتي صالح ومخلص لبلده، ذي معدن وطني أصيل.
وهذا ما لاحظناه على ارض الواقع ما بين العامين 2018 و2019، من مسيرة حافلة بالإنجازات العظيمة والتي تركت بصمة واضحة، راقية، معتبرة، بها تزدهر بلادنا الحبيبة وتستنهض، ذلك من خلال إزالة العوائق التي كانت، وتعزيز كل الجهود والمبادرات المبذولة، في سبيل تحقيق هذا التقدم والازدهار والتطور البيولوجي المنقطع النظير، لمطار الكويت الدولي، والذي يحق لنا الآن أن نقدر جهوده، ونفخر ونرفع رؤوسنا به.
صار يتمتع بمميزات فذة، راقية ومتعددة، صار يتمتع بثمار مستحدثة وذلك من حسن طالعنا، كشعب كويتي كان ولازال يأمل في تغيير صورة بلاده للأرقى والأفضل، لتصبح في مقدمة الدول، فمطار الكويت الدولي واجهة من واجهات بلدنا الرئيسية.
والذي قد تم تطويره وإعادة إحيائه، بطريقة جديدة وجميلة، فنية ومبتكرة، ليعكس تلك الصورة المشرقة، والتي صرنا نستبشر خيرا بها.
فمن خلال إحدى سفراتي على متن خطوطنا الجوية الكويتية، في مبنى الركاب (TERMINAL 4)، سعدت جدا أثناء وجودي هناك منذ الوهلة الأولى، وشعرت بفرحة عارمة بسبب تلك التغييرات الجذرية الشاملة والمعاصرة، ذات الملامح الواضحة المريحة، بخدمات مبتكرة، وتصاميم فريدة تعكس لنا طابع الفخامة والرقي والازدهار، مراعية بتنظيمها هذا الذوق العام لعملائها، لتلبية جميع احتياجاتهم بطريقة سهلة ومرنة لضمان راحتهم، وليكونوا بعيدين عن نطاق الفوضى والتشويش والازدحام، ولينعموا ويتمتعوا بأجواء مختلفة مفعمة بالحسية، الرفاهية، الهدوء والانتظام.
وأخيرا عادت أسراب طائرات الخطوط الجوية الكويتية أدراجها إلى هامات مجدها من جديد، فأصبحت كينبوع ترتشف منه أرواحنا الهائجة اشتياقا لكل منجز حضاري يسمو ببلادنا، ويحلق بها عاليا، هذا بخلاف روح المضيفين والمضيفات الودودين والمتفانيات، الذين يسعون جاهدين بوساعة صدرهم وحسن استقبالهم واحترامهم، والذي يفوق ما يحظون به ركابهم من مرتبة عالية من التآلف، والانسجام والارتقاء.
وأخيرا عاد إلينا طائرنا الأزرق وهو يحلق بجناحيه بين السحب والغيوم، مزهوا بحلته الأصيلة، التي أرجعتنا لأجمل ذكريات ماضينا الجميل البعيد.
ما جعلني شغوفة جدا، بمعرفة المزيد والمزيد من الخطط والإنجازات، والتي قد يجهلها الكثير من الناس، ويبخس حقها.
نستكمل بمشيئة الله في المقال التالي.