يقال: إن «الأمور الصغيرة التي حدثت بأعداد كبيرة»، هي التي صنعت الفارق الأكبر، هذا وبخلاف ان لكل منهما ردة فعل تختلف عن الأخرى، وغالبا ما تكون ردود أفعالنا حادة احيانا، وذلك بسبب كبت مشاعرنا لفترات طويلة دون التعبير عنها.
ويوم عن يوم تراها تتجمع بطريقة خافية، غامضة، مختلفة عليك، إلى ان تصبح كالنيران تلتهمك وتلتهم فكرك، هذا وبخلاف ذلك الشعور الغريب الذي يراودك، والإحساس الأغرب الذي قد يطول لأسابيع، او اشهر، او سنوات معك، وعلى اثره تبقى انت محتارا وفي تساؤلاتك مستمر!
والحياة ماشية ايضا وتستمر، وبها إما ان ينضج البعض ويدرك، وإما ان يضمحل فكره ويهلك.
تستمر وكأن باستمرارها هذا، تحاول ان تهمس بأذنك لتقول: تخلَّ عن تساؤلاتك تلك، وبرحيق الإيمان قوِّ صدرك، لتفهم وتستوعب ما يحدث لك، كي توازن امورك، ولا تفكر ابدا
في الالتفات لكل حدث اثقل الأيام على قلبك، فالحياة هي معركتنا الحقيقية، احيانا تذهلك وتصدمك، واحيانا قد تذهل منك، ويعتمد ذلك اعتمادا كليا على شخصيتك.
هناك دراسة علمية حديثة تقول: كل شخص منا مكون من مليارات الخلايا، وكل خلية مكونة من عدد مقارب من الذرات، وعقولنا تحتوي على عدة مئات من المليارات من الخلايا ايضا، إلا انها تركز على شيء واحد فقط، وتتعمق فيه رغم كل ما تملكه من اتساع، لذلك قد نجد ان الكثير يصعب عليه التأقلم مع أي حدث يحصل معه بتلك السهولة.
لكن بعكس لو ركزت وتعمقت مليا في حجم ذلك الاتساع الذي يملكه عقلك، فستجد نفسك ممتنا جدا لكل تلك الأمور التي مررت بها، والتي ستدرك ما هو «الفارق الأكبر» من خلالها.
فلا تقسُ على نفسك وتؤنبها، وان جعلتك تفتح بابك لأشياء كثيرة لا تستحق، لا تجفُ عليها وتوبخها، فسيأتي ذلك اليوم لا محالة، والذي سترمم عقلك، وتنعش روحك وتجدد فكرك من خلاله.
وألطف بها، فوحده اللطف يستطيع ان يطفئ تلك النار التي التهمتك، وحده اللطف الذي بإمكانه ان يزيل كل ما يشوب عقلك وقلبك وتفكيرك على السواء.