حاول ان تكون على دراية تامة بمعرفة اللحظة المناسبة والأوان المناسب، الذي تستطيع من خلاله ان تمسك بتلك الخيوط المهمة، والتي بإمكانك ان تطوعها وتشكلها كما تحب، لتعبر عن رأيك ووجهة نظرك.
والتي تجعلك تسيطر على حديثك وتتحكم بمختلف مواقفك، وتتمسك بقيودك كي لا تتجاوزها، وتصبح بعدها مصدرا مزعجا لمن حولك.
أي حاول قبل ان تعبر عن رأيك ووجهة نظرك وتتناقش بها، ان تجربها اولا وبكل دوافعك وطاقتك على نفسك، ومن ثم قس مدى تقبلك لها، قبل ان تستشيط بكثرة الضغط والإلحاح لتفرضها على غيرك، وان لم يأخذ بها فيما بعد وقام بتطبيقها، اصبح شخصا سيئا بالنسبة لك!
نعم وان وجدته حينها من باب لطف المجاملة صار يأخذ ويعطي معك، او من باب الاحترام أعطاك آذانا مصغية ليسمعك، كي لا يحتد النقاش وبردة فعله يجرحك، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن رأيك ناسبه وراق له ليطبقه على نفسه وان لم يقتنع به، فقط ليكون منساغا لك.
هذا وبخلاف أن الإقناع شيء، وفرض الرأي شيء آخر، فلذلك ليس بملزم الطرف الآخر ان يأخذ بتنفيذه ويتقبله، فقط ليرضيك على حساب نفسه كي لا يخسرك وتأكد أن كل شخص منا يملك فكرا معينا، مبدأ يؤمن به، قناعة مغتنيا بها عن غيرها، مواقف وتجارب قد تكون اكبر من ان تتخيلها، ولا تعرف إلا القليل منها، قد لا تسمح له ابدا للالتفات لكثرة لغوك معه وثرثرة كلماتك فلا تندفع كثيرا وترتع، والعين كما يقال ترى لكنها لا تتوقع، نعم، فنحن لا ننكر أن هناك جوانب مختلفة في الحياة صنعها الآخرون لغيرهم، ولكن هذا لا يعني أيضا أن ينطبق هذا المبدأ على الآخرين جملة.
وتفصيلا، وكلما واصلت الاستمرار بطريقتك تلك، تأكد أن الكثير سينفر منك، سيتحاشاك إلى أن ينبذك ويتصدد عنك، فقد تختلف نظرتك في الحياة عن نظرته، هذا وان كان هدفك طبعا من وراء إصرارك الدائم عليه هو فرحه وإسعاده، إلا أن هذا لا يعطيك كامل الأحقية بالتدخل في خصوصياته واختياراته، كي تقوم وبشكل ممل بالزن والرن على رأسه، فقط ليغير نمطه ومسار حياته.
يقول الأديب الراحل مصطفى المنفلوطي رحمه الله: «لا أعرف أحدا بين الناس يستطيع أن يرسم لي خطة سعادتي كما أرسمها أنا لنفسي».