كثيرة هي تلك المواقف وتلك القرارات، التي لو تعمقنا فيها، فسنعرف معنى الحياة الحقيقي.
الحياة، التي قد طاب خاطرك منذ زمن منها، فتركتها جانبا ورحلت عنها، غير مبال بها، لأسباب كثيرة قد تعايشتها، أشعرتك بمرارة ألمها وشدة وقعها عليك.
أسباب قد تكون نفسية، فكرية، او انماط تربوية، سلوكية وثقافية، او امور تتعلق بقرارات مستقبلية.
مواقف وقرارات بمجرد التفكير بأنك لم تفلح في ايهما، خاصة في بداياتك سرعان ما يعتريك الغضب، الاحباط واليأس، واليأس يدب إليك التراخي والاستسلام والكسل بسبب صدمتك «التأقية» كونك توقعت العكس، فتصبح ردة فعلك مختلفة، ما يجعلها تؤثر على جميع جوانب حياتك.
كما الذي (يواجه عاصفة هوجاء، قد تحملك وتطيح بك في بحر ليس له قرار)، وفي هذه الاثناء يراودك الاحساس بالخوف والتردد بالمبادرة للبدء من جديد، فتعيش في تلك العاصفة وشباكها، إلى ان تجتاح عقلك وروحك وتحاوطك فتبعدك فيما بعد عن اي فرصة او خطوة جديدة قد تكون لصالحك، إلى ان تجد نفسك عالقا بين رأيين، الأول يشجعك والثاني يحبطك ويمنعك!
وهذا بدلا من ان تحاول تغيير سلوكك الناقم، والذي قد يكون سببا من الاسباب التي أخلت بك، وبدلا من ان تغذي كل جانب من جوانب ضعفك، جعلت من تلك الأمور للأسف ان تهزمك، وبكل سهولة تهدمك.
كن واثقا بأن هناك تفاصيل وان كانت بسيطة في نظرك، إلا ان بإمكانها ان تحولك إلى شخص آخرا مختلف (من، إلى)، تفاصيل لو صببت تركيزك عليها ستعلمك، وفي المقابل ستنسيك ايضا فشل تجربتك.
واعلم أن هناك الكثير غيرك، على الرغم من فشلهم في بداياتهم، إلا انهم لم يستسلموا، ولم يهادنوا ويتراجعوا بسبب ايجابيتهم وشدة تفاؤلهم، بل وتغلبوا على جميع أنواع تحدياتهم، وهذا ما ساعدهم على الوقوف ثابتين، ليشتد عظم ساعدهم، فمن ثم ستزداد همتهم وسيزداد تحفيزهم.
فقط قف لدقائق وفكر بوعي حدسي اكبر، كي لا تستجلب المشاعر السلبية إليك دون ان تشعر!
وعند اقتناعك لمحاولة البدء من جديد، لا تنس ان تضيف بعضا من الرتوش والتغييرات ذات الأفق الواسع، كي لا تشعر بالتكرار الممل، كما لا تنس ايضا ان تتسلح بصدق ايمانك، لتجعل من القبول التام حليفا لك، ساكنا في وسط روحك وصدرك، ما سيجعل منك شخصا مهيئا لجميع الاحتمالات، فبالتالي سيكون من الصعب جدا، هدمك او كسرك.
ولذلك لا تجعل تركيزك ينصب على نصف كأسك الفارغة، كي لا يعميك عن نصف كأسك المملوءة.