يقال: واقعك اليوم هو حصيلة أفكارك بالأمس، والتي غالبا ما تكتشفها من خلال إعادة شريط ذكرياتك، وتأملك وأنت تتصفح كتاب حياتك، وستمر حينها في هذه اللحظة أمام عينيك مراحل عمرك، طفولتك، جميع علاقاتك، سواء مع أهلك، أصحابك وأحبابك، متخطيا بذلك بعضا من حدودك ومسافاتك، وتاركا القليل من كركبة نبضاتك وأنفاسك وعشوائية إحساسك.
ذلك فقط كي تعود إلى خط الصفر من جديد، خط من خلاله تبدأ بترتيب لخبطتك وبعثرة الكثير من أوراقك، ساعيا للتخلص من الكثير منها، وراجيا استبدالها.
بسبب أولئك البارعين جدا في إصدار أحكامهم على غيرهم، حتى في أصغر أمورهم، غير آبهين للأسف بخسة نفوسهم.
أودوا بك بتحايلهم لأعمق حفرة مليئة بالعوائق الصعبة، أبعدوك عن الرزانة والحكمة، والتي لولا صمتك عنها في البداية وسكوتك، لما وصلت لأقصى انحدار، وانطوت نفسك بعيدا عن غالبية البشر.
وبحصيلة أفكارك تلك، والتي منذ سنين طوال كانت تلازمك إلى أن أتعبتك بشدة وأرهقتك.
ستجد نفسك تبتعد شيئا فشيئا عن كل من كان يتلذذ بكسر مجاديفك وكسرك، ومن دون ذرة ضمير يسعد وهو يسيء لك.
كما ستتخلص أيضا حتى من تلك الأسئلة، والتي كثيرا ما كانت تجول في رأسك، ما يجعلك وبرضا تام تلقي بها ومن دون تردد خلف ظهرك، لتضع حدا، ويرتاح من ثقلها صدرك.
وكن على يقين بأنه لا شيء في هذه الدنيا التي تعيشها انت، يستحق كسرك، انحناءك أو حتى ضعفك.
فهنا ستبدأ بجديد شخصيتك، وستحتضن وبكل سكون روحك، وستلملم شمل نفسك، لترمم موطنك الخاص بك.
لذا، عليك أن تلتفت بجدية إليها، لتستقبل بالتفاؤل والحب يومك، وبوعي كامل ستشعر بروعة وجمال واقعك.
وبتوكل حقيقي صادق ستثبت وجودها، وستنسى آثار الماضي عليها.
فقط.. استرخ وتدبر بكل سعادة أمورك، وببهجة عارمة، تأكد أنك ستكمل طريقك.
لأنك تجاوزت، تخطيت، تخلصت من المعجمة، وبقوة إرادتك تحكمت في مواقفك الحياتية، ومن ثم أجدت أكثر مما تظن، إلى أن أصبحت كما قال الرافعي «صنعت ما يصنع أكبر النوابغ»، وستغرد وبكامل إيجابيتك بأفعالك وكثرة إنجازاتك.
فهذه قيمة أخطائك، التي لأعمق مما تخيلت أوصلتك.