في كل مكان وزمان، حاول أن تعيش في عالمك الخاص بك، والذي لا احد باستطاعته أن يشاركك فيه، عش به مع الأخذ في الاعتبار كل جوانبه.
لتسأل سؤالك الحقيقي بينك وبين نفسك، والذي تطرق له الكاتب جيمس كلير «هل أنت في سبيلك لأن تصير ذلك الشخص الذي تريد أن تكونه؟».
ففعلا هل انت في سبيلك؟! سؤال سيجعلك حقا تفكر مرارا وتكرارا، كيف! ومتى! ستجعل من تركيزك واهتمامك بأن ينصب انصبابا كاملا، على «بمن تريد أن تكون؟»، ولذلك اجعل من عالمك هذا، قاعدة أساسية مهمة في حياتك، لتكتشف كيف بإمكانك ان تتفاعل مع الافكار وانماط التفكير، وتنقش عليها كل ما تحب وتنير، وكيف لك ان تصبح ما تريد وتصير.
واياك ان تفرض نفسك على ذائقة احد، باحثا عن الاعجاب من هذا وذاك، فيكفيك ان تكون انت راضيا عن نفسك، معجبا بذاتك، ومتقبلا لها، وان شعرت لوهلة بصعوبة بالغة في بادئ الأمر عليك، ولكن كما ذكرنا في البداية حاول، فبمحاولة واحدة فقط، قد لا تكفيك لتصل إلى هدفك المنشود وتفي، اما بكثرة المحاولات دون يأس، دون كلل وملل، ستفهم بل وستستوعب شعورك بكل جوارحك بشكل اكبر، لتعيش فيما بعد، بصورة اجمل مع ما تبقى من حياتك.
وكما يقال: «ان اعجاب الآخرين بك، لا يساوي شيئا ان لم تعجب انت بنفسك».
ولا تنسى في هذه الاثناء ان تكون لديك نظرة عامة شبه شاملة، في حل معظم مشاكلك، كي لا يزيد ضعفك وافتقارك لخطواتك ومهاراتك، ولكي تستطيع ايضا ان تحدد موقفك، وتلملم جميع امورك واشيائك.
عش عالمك الخاص، وفكر كيف بإمكانك ان تكون شخصا فذا، فطنا في الفعل والقول والأثر، في هذا الزمن المرهق الوعر.
وبإصرارك وثباتك، ثق تماما بأنك ستسيطر على نوازلك وصعابك، بعيدا عن اللغو الزائد والثرثرة، وقريبا في المقابل من المسلك القويم الأصيل، في كل ما يدور هنا وهناك، لتصل لكل ماهو طيب سليم.
عش عالمك الخاص نعم، بعيدا عن عوالم الآخرين، بعيدا عن تدخلاتهم، آرائهم او حتى اهتماماتهم، لتعرف قيمة نفسك اكثر، وكي تكون وحدك من يختار ويقرر الرأي الصائب المستبين.
كما لا تنسى أيضا أن تأخذ بعض الوقت، لتستعرض فيه كل ما أزعجك وأثقل كاهلك، لتتعامل بالشكل الصحيح معه، لتتخلص من كل الهواجس والسلوكيات والأخذات المؤلمة.
فياما وياما تلك الأحداث، كانت سببا للكثير من الأشخاص، بتمكنهم بالتصالح مع انفسهم.
وعلى الرغم من شدتها إلا أنها تقوينا، وتزيد من موجات الصفاء والنقاء في دواخلنا، وبالهدوء والأمان تطوقنا، لنواصل بكل استرخاء ومرونة حياتنا.