كم فرحنا واستبشرنا خيرا، حين تقلد السيد/ يوسف الجاسم الصقر، منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية منذ أبريل 2018، لمعرفتنا الحقة به، فهو بمنزلة رمز لامع، ويعتبر من انبل رجالات الوطن، صاحب وطنية بحتة.
كثف جميع جهوده في مسيرة متناغمة، ليضيف صفة الحضارة والرقي والتطور، من اجل كويتنا الحبيبة وشعبها، فسرعان ما جسد حقيقة أخلاقه وأخلاصه في عمله، وفي فترة وجيزة جدا، ترك بصمة واضحة ورائعة، عجز وتكاسل الاغلب عن القيام بها.
ولا شك في ذلك، كونه رجلا مصبوغا بالمبادئ والقيم الوطنية الأصيلة، ففعلا كان هو الرجل المناسب في المكان المناسب.
كان رجلا شامخا وواثق الخطى، ويمتلك خططا تنموية شاملة ورائعة، فقد عمل بمثابرة وبجد واجتهاد، وذلك كان من خلال طرح رؤية مبتكرة، نقلتنا (من، إلى)، رؤية غيرت نظرتنا، وبالايجاب والتفاؤل مدتنا، وكالنجوم اصبحت فيما بعد، جميلة ومتلألئة، بخلاف فكره النير، والذي لو يملكه الكثيرون لازدهر منذ
الازل وطننا.
فهو على يقين تام ايضا، بأن الكويت وطن يستحق منا الافضل دائما، وان الكويت وطن ولا يقدر بثمن، فصار يعمل على قدم وساق، ليظهر ذلك المرفق في أبهى صورة، وهذا بحد ذاته ما جعلنا نعتز به اكثر ونفتخر.
نعم، فلقد أنجز وأوجز بكل ذمة وضمير، إلى ان تخطى مفهوم مرفق الطيران في مطار الكويت الدولي، إلى معلم حضاري، راق ومميز جدا.
فهو رجل ذو عقلية ذكية، فذة، عقلية لا ترتبط بعمر معين، بل ترتبط بالنضج المصحوب بالخبرة والممارسة الطويلة، زائد العمل الجاد. والذي من خلاله اوضح لنا ما يملكه من قدرة فائقة، وبراعة منقطعة النظير، يفتقد إليها الكثير من الغير.
ولكن للأسف من بعد تنحيه من منصبه، وذلك من خلال تقديمه لـ «استقالته»، اشعرنا بخسارة كبيرة حقا، خسارة لا تعادلها خسارة.
خسارة ليست لشركة الخطوط الجوية الكويتية فقط، بل خسارة لنا نحن ايضا.
فلقد كان يوسف جاسم الصقر، متماسكا للافكار والاطروحات الايجابية، والتي كثيرا ما اثرانا بها وابهرنا، رجل وفي جدا، وينبذ كل تصرف سلبي ومشين، فيكفي منذ ان عرفناه، لم نسمع عنه سوى انه صاحب قيمة ومبدأ قويم، ولا يسير إلا على منهج واضح وسليم.
منهج جعل منه مزيجا، يسكب في قوالب الانجاز الحضاري لهذا الوطن الحبيب.
فكم كنت سخيا بعطائك وتعبك وجهودك، وكم كنت كريما بعملك وسعيك الذي لم ولن تبخل عليه من وقتك وراحتك، فتيقن بأن كل كلمات الشكر والتقدير والثناء لن تفيك.