يا من بوفاته أهدى سجل عمره وأيامه لنا، والدنا، قائدنا، حبيبنا، أنت العشق الأبدي الذي لم ولن ينتهِ بالنسبة لنا.
يا مــن بوفــاتك لا نملك سوى بساطة كلماتنا، والتـــي نعلم نحن علم اليقين بأننا مهما كتبنا وسطرنا لن نوفيك ربع حقك فكيف بأكمله إذن؟!
يا من ضحيت بالكثير من أجل أمننا وأماننا، يا من سعيت لتسود الراحة والألفة فيما بيننا، كعائلة واحدة صرنا، نجلس تحت فيئك، مثلما كنا نستنير بصباحك المشرق، يا صباحنا.
كيف لنا بأن تكون إشراقة صباحنا إشـــراقة بــاهتة كئيبة وقاتمة، بعدما كنا بوجودك مستبشرين متفائلين فرحين! كنا شامخين، رافعين الرأس فيك وفخورين بك وبمجد قيادتك!
يا من لن يجترئ مجترئ على كمال أخلاقه وكرم إنسانيته وطيب أصله ومعدنه! يا أشجع وأروع من حكم، عقلية فذة حكيمة، ذهبت وتركت من بعدك شعبا مكسور الخاطر حزينا على فراقك.
رحلت وتركت شعبا سيفتقد ضحكتك الغالية على قلبه، شعبا سيطارده طيفك أينما كان.
سرعان ما اشتاق إليك الكون على اتساعه، فكيف الحال بنا إذن؟! فلقد كنت تملك قلبا لا يضاهيه سعة، أحن من قلب أي أم وأب في هذه الدنيا على أولادهما، فيا ليتك أخبرتنا يا والدي عن كيفية العيش من دونك! وكيف سيؤول بنا الحال من بعدك يا قائدنا؟! فتأكد يا والدي أنه إذا كانت الأمومة هي الحنان، فالأبوة هي الأمان يا عظيمنا وأمير إنسانيتنا.
امتلكت قلوبنا، وهذا ما كنت تفعله دائما، وتسعى لأجله، فأنت الصدر الذي كان دائما ما يضمنا إليه يا نبع الحنان السامي، ويا نبع الحب الصافي، فأنت الحبيب، أنت القدوة، وأنت النبراس الذي به كنا ننير دروبنا.
علمتنا كيف بنا أن نصمد أمام أمواج الرياح العاتية، وعلمتنا الصبر والهدوء والتأني في كل حدث يحدث سواء كان هذا الحدث بيننا وبين بعضنا أو كان حوالينا، وقد أعطيتنا من فيـــض حبك وبلا حدود، بحنانك غمرتنا.
هــذا وسيبـــقى اســـمك يا والــدي الغالي محفورا في قلوبنا إلى آخر يــوم في حيـــاتنا.
فإلى جنات الخلد يا أبي وقائدي.