الأخ العزيز الغالي عبدالمنعم ناصر المزيعل، والذي اكتشف ذاته بنفسه، لتكوين هويته، وهي عادة ما تكون عبارة عن حصيلة من الإدراك والأفكار التي تجول بداخله.
فبمعرفتها سيكون الشخص صريحا مع المنطق لنفسه، لذلك كان الأخ (عبدالمنعم المزيعل) متيقنا واثقا بشخصه، وسعى إلى تحقيق ميوله وجميع أهدافه.
وعلى هذا الأساس، اصبح هو مستقلا غير معتمد على غيره، متحديا غير خاضعا، جديا وغير مكترث، ودائما ما يرى ذاته بصورة إيجابية مشرقة، صورة بعيدة جدا عن السلبية المرهقة، ذلك لترك بصمة رائعة تتحدث عنه ولو بعد حين، بصمة كثيرا ما كان يحاول هو وبقدر المستطاع أن يجذبها دائما إلى الأعلى لترتقي به ويرتقي بها، هذا بخلاف كتابته للأشعار، وحفظه للكثير من القصائد.
كما انصب تركيزه بعدها وبالكامل على اهتماماته، والتي يتخللها ذلك (الميل والشغف)، وهي عادة ما تعبر عن قيمة الشخص نفسه.
فلقد كان كبيراً بفكره وعقليته، كبيرا بسعيه وبتصرفاته، وتمثل هذا في الكثير من مواقفه، كما كانت سيرته محط تقدير واعتزاز، كونه واثقاً بقدراته، وبتميز احترافيته، وبمرونة سلاسته، في مجال الرياضة، وبالأخص في رياضة (كرة الطائرة)، والتي سرعان ما بزغ نجمه من خلالها عام 1976، إلى أن أصبح لاعباً متمكناً ومتألقاً في لعبه، تاركاً تلك البصمة المتلألئة والمليئة بكثرة الفوز وتحقيق النجاحات، كما انه حصل على لقب افضل خامس لاعب في «كرة الطائرة» على قارة آسيا.
فأصبح بعدها مدربا لتدريب الناشئين، وحصل على بطولة الكويت 3 مرات، ومن ثم انتقالا إلى مجال التدريس في مادة التربية البدنية عام 1981، ولمدة 33 عاما، أي عمل بالمجال الذي يروي عــطش شغفه وإصراره.
ولكن الأهم من هذا، وما وددت أنا تسليط الضوء عليه حقاً، هو انه وبخلاف انشغاله بإنجازاته واهتماماته وتدريباته، إلا انه حرص على أن يعمل في المقابل وبمجهوده الخاص، على جمع المفردات الكويتية القديمة، الأصيلة، حول ما يقارب الـ 40 عاما، والتي اندثرت للأسف منذ زمن، بل نسيت وأهملت.
وكانت استشهاداته من قبل مصادر موثوقة، تعطيه لُبّ المعنى الحقيقي لكل مفردة بحذافيرها، ومتى تُقال وكيف تُنطق، ذلك طبعا من خلال أهالي الفنطاس القدامى، الكبار في السن.
مفردات قد استقطبت من حياتنا الفطرية، والتي أصبحت الآن شبه مفقودة، وعلى هذا الأساس اصبح باحثا تراثيا بأتم معنى الكلمة، وله العديد من المقابلات الإذاعية والتلفزيونية.
كما قام أيضا هو والأخ/ عبدالله المرشد، بإعداد وتقديم البرنامج الإذاعي المميز (عبق الفنطاس)، ولمدة 3 اشهر متتالية.
ومن بعض تلك المفردات في لهجتنا العامية الكويتية القديمة ما يلي:
متنيخ/ متين وكرشه عود وكبير.
يلهز/ للطفل وهي توسعة البلعوم.
مچنچخ/ الأوساخ على أواني الطبخ.
يقشع/ يشيل القشور.
يتدردم/ يتحلطم مع نفسه.
لچمه/ ضربة أصابع الرجل بصخرة.
مبلقعه تبلقع/ إذا كانت السماء صافية والقمر مشعاً جدا.
مهمهانية/ الأرض البعيدة المقطوعة.
رعطي/ العيش «الرز» إذا صار عجين من الطبخ.
مجوبل/ الشخص الكبير والضخم عند الجلوس.
الهلثة/ إناء فخار يحفظ فيه الأرز والسكر.
بــرق أبـــو الــلوح/ هي عبارة عــن ألواح من الكلس، لها لمعة كالكريستال تكون على الصياهد.