فاطمة حسين
لكل نفر منا ـ ذكرا ام انثى ـ طقوس خاصة به يبدأ بها لحظة وداع جفنيه عن بعضهما البعض «تبدأ دينية وتنتهي دنيوية»، هذه الدنيوية تختلف من شخص لآخر، البعض عند التلفزيون والآخرون بالاستعداد لليوم الجديد، كل حسب عاداته او مزاجه، أما انا فإنني اقضيها مع صحف الصباح ولا ادري ما الذي يجرجر مزاجي دوما تجاه الوفيات.
هذه المرة ما احتجت لتلك الجرجرة، بل صعقت بوفاة شخص عزيز علي وغال هو الحبيب بنوان البنوان، معلمي وصديقي وعزوتي في الغربة «نيويورك الستينيات».
يعلم الله ويشهد ابني حسام ان عيني ما دمعت على أي من اهلي مثلما دمعت على بنوان.
اليوم لا اشعر بحزن فقط بل اشعر بالأسى واغرق في الملامة لنفسي لأنني ما كنت اسأل عنه رغم كونه «جاري»، ولا ادري ما الذي قطع حبل المودة بيني وبين ابنته التي كانت تعرف تماماً معزة والدها عندي.
يقتلني الندم ايها العزيز، ارجوك أن تغفر لي.. لقد اصبحت الكويت «مكينة طحين» تختار الطيبين الصالحين أمثالك، وتترك لنا الاسى والندم والحزن.. ولكنها الدنيا بحلوها ومُرّها، وما علينا الا ان نقبل ونحمد الله ثم نحزن وندعو لمفقودينا بالرحمة مع الأمل ان نلتقي في جنان الخلد إن شاء الله، حيث يصبح العتب من الذهب، عزائي للأهل كل الاهل واصدفائك ومحبيك وهم كثر.