تعيش الملكة المتحدة هذا العام عاما استثنائيا حيث تصبح جلالة الملكة اليزابيث الثانية ثاني أطول ملكة جلوسا على العرش في التاريخ البريطاني بمرور ستين عاما على توليها الحكم، وذلك يعتبر حقا انجازا مميزا خاصة في ظل هذا العصر الذي يتسم بالتغيير المستمر وتدفق الأخبار على مدار الأربع وعشرين ساعة، والطلب الملح للحصول على النتائج بلمح البصر فيما تراجعت القدرة على التركيز.
وإذا نظرنا الى هذا في سياق العام 1952 كانت الكويت محمية بريطانية في حينه وكان عدد سكانها 150.000 نسمة تقريبا ثم بدأت ترى تدفق عائدات النفط في زمن كانت فيه الصناعات التقليدية كالصيد والغوص بحثا عن اللؤلؤ وبناء السفن هي المهيمنة. وخلال الستين عاما وما شهدته الكويت من تغيرات وتطورات بقيت صاحبة الجلالة الملكة متربعة على العرش ومن أكثر الشخصيات شعبية حول العالم.
وطوال الوقت كان للملكة تأثيرا استثنائيا وهائلا في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، فقد كانت دائما مصدر إلهام للملايين، وبقيت مواكبة وملمة بالتغييرات التي تدور من حولها، كما انها موضع احترام وحب لدى الجميع حتى خلال اكثر الفترات اضطرابا في التاريخ، وهي شخصية محبوبة جدا في الكويت، البلد الذي قامت بزيارته في عام 1979، ومازالت العلاقات بين آل صباح حكام الكويت وآل ويندسور في المملكة المتحدة قوية ووطيدة حتى هذا اليوم ـ كما رأينا في زيارة أمير ويلز العام الماضي للمشاركة في احتفالات الكويت الوطنية، والمجال الآخر الذي ظل بارزا طوال فترة حكمها هو دعمها اللا محدود والقوي للأعمال الخيرية في المملكة المتحدة والكومنولث والعديد من الأماكن الأخرى.
يشهد هذا الشهر التلاحم والتضافر بين جميع المجتمعات والجاليات من مختلف أنحاء المملكة المتحدة لإقامة الحفلات التقليدية احتفاء بحياة وانجازات ملكتنا، فمع حلول الألعاب الأولمبية في لندن هذا الصيف، يكون عام 2012 مفعما بالاحتفالات بالنسبة لنا.
وآمل ان تشاركونا في احتفالاتنا التاريخية هذا العام تقديرا لواحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة على المشهد العالمي.