في ظل زخم التغطية الاعلامية على خلفية الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم وردود الافعال المريعة وغير المبررة للاقلية العنيفة، وددت ان انتهز هذه الفرصة لأكتب عن شيء يختلف عن قصص الكراهية التي شهدناها طوال الاسبوع الماضي.
اود بدلا من ذلك ان اتذكر كم كان هذا الصيف رائعا بالنسبة لنا في المملكة المتحدة، فنجاحاتنا على الصعيد الرياضي ـ على الرغم من ندرتها ـ استهلها فوز برادلي ويغنز في مسابقة «تور دي فرانس» ـ ليصبح اول راكب دراجات هوائية بريطاني يفوز بها على الاطلاق، واستمرت مع رقم الميداليات القياسي التي احرزناها في كل من الاولمبياد والبارالمبياد في لندن ومسك ختامها جاء مع فوز اندي موراي في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس ـ وهي اول جائزة كبرى يفوز بها لاعب بريطاني منذ عام 1936.
فماذا قال هذا الصيف الرياضي الرائع عن المملكة المتحدة؟
لقد كانت الاحتفالية الافتتاحية والختامية للألعاب الاولمبية والبارالمبية حقا مذهلة ومثيرة، ولا اعتقد ان اي احد ـ واقلها في المملكة المتحدة ـ كان يتوقع ان تكون هذه الألعاب بهذه القوة والتأثير، كانت شاهدا حقيقيا على ثقافتنا وتراثنا وموسيقانا وفننا وازيائنا وابتكاراتنا، وشعرت امتنا بالفخر العميق، ولقد اخجلتني الكلمات الرقيقة من الكثير من اصدقائي الكويتيين عن العرض الجميل الذي قدمناه للعالم، كما اسعدني ان الكويت ـ بعد الكثير من الجدل ـ اشتركت في الألعاب وأظهرت الكثير من الدعم تجاهها، وسعدت أكثر بعودة فهيد الديحاني بميدالية برونزية استحقها عن جدارة.
ويتراءى خلف السعادة وجميع مظاهر الاحتفالات حدث آخر اكثر تأثيرا وهو الانتهاء من تشييد المنتزه الاوليمبي الذي استضاف معظم الألعاب في موعده وبتكلفة اقل من الميزانية المحددة له مما ساهم في تحول جذري في المنطقة المهملة والملوثة سابقا، كما ان عقود التصميم والتشييد قد رست بنسبة 98% على شركات بريطانية، وبالنظر الى التأخير والشكوك والديون التي عادة ما تعكر صفو مثل هذه المشاريع الضخمة المختصة بالبنية التحتية فيعد هذا انجازا جديرا بالاعجاب، ونحن البريطانيين غالبا ما نقلل من شأن انفسنا ونقول ان صناعاتنا الاساسية قد انحدرت منذ ايام ازدهارها ولكن هذا الانجاز قد دحض هذه المقولة ووضع مقياسا للدول الاخرى حول العالم التي ترغب بدورها في تحسين بنيتها التحتية.
وما اتمناه حقا بصفتي السفير البريطاني في الكويت هو ان تتمكن بعض من هذه الشركات التي رفعت هامة المملكة المتحدة من مشاطرة خبراتها مع الكويت والتي تبقى احد اقدم واقوى البلاد الصديقة لبريطانيا، وتتمحور خطة الكويت الوطنية للتنمية حول انجاز مشاريع بنية تحتية ضخمة في مجالات المواصلات واحدث البنايات والمرافق التي تساهم في تكوين هوية الوطن، وقد اظهرت الشركات البريطانية قدراتها على تحقيق ذلك وارجو ان يتمكنوا من تقديم المساهمة ذاتها ـ بالشراكة مع الخبرة والرؤية المتوافرة هنا في الكويت ـ لمستقبل هذا البلد الذي اعتبره موطني.
www.ukinkuwait.fco.gov.uk