آه يا وطني.. وكم من آه يا شعب الكويت الأبي، 28 عاماً على مرور غزو جحافل النظام العراقي البائد على دولة الكويت بعد أن أصدر رئيس هذا النظام الدكتاتوري أوامره بغزو وطننا في غفلة من أهله، ومع ذلك وقف أبناء الكويت من القوات المسلحة ورجال الحرس الوطني والداخلية والإطفاء والطوارئ الطبية دفاعا عن أرض الوطن وحماية ممتلكاته ومقدراته، وهؤلاء الرجال الشرفاء المخلصون الأوفياء لتراب وطنهم. وجاء دور أهل الكويت المدنيين الذين شكلوا المقاومة المدنية، والعصيان المدني ضد هذا الغزو العراقي البغيض، الذي قاده الطاغية رئيس النظام البعثي وزبانيته.. ولكن أبناء وبنات وشباب هذا الوطن أبوا أن يكونوا مستسلمين لِما أصيبوا به من ابتلاء وبلاء جراء هذه الكارثة التي ألمت بهذا الوطن في ليلة ظلماء وفجر لم تطلع به الشمس. فقد اشتد عود الصبية الصغار وشمّر الرجال عن سواعدهم وفزعوا جماعات وأفرادا لحماية الوطن وتكريس التكافل بين أفراد المجتمع الكويتي. ولذلك منَّ الله سبحانه وتعالى عليهم بفزعة الدول من الأصدقاء والأشقاء بالوقوف إلى جانب دولة الكويت وشرعيتها، ورغم محاولات بعض الدول الوقوف ضد القرارات الشرعية ومساندة الطاغية في طغيانه، لكن الله عز وجل خيّب مساعيهم وأهدافهم، وتم دحر جحافل النظام البائد ورد كيده في نحره.
ونقول للشعب الكويتي- وهم أهلي وعزوتي-: كونوا مع الله سبحانه وتعالى واصبروا وصابروا، فإن الله بالغ أمره ويدحر كل من يريد السوء بهذا الوطن وشعبه.
يقول الله تعالى: «لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم».
فكم من مصيبة خرجنا منها ونحن أصلب عودا وأشد ثباتا وانقلب الألم أملا واليأس تفاؤلا، وقال ربنا: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
ما الشيء الذي طلبه أصحاب الكهف حين آووا للكهف وهم في شدة البلاء والملاحقة؟
إنهم سألوا الله «الرشد» دون أن يسألوه النصر، أو الظفر، أو التمكين!
قال تعالى: (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا).
وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟
طلبوا «الرشد»، يقول تعالى: (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به).
وقوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
فما هو الرشد؟
الرشد هو:
١- إصابة وجه الحقيقة.
٢- السداد.
٣- السير في الاتجاه الصحيح.
فإذا أرشدك الله فقد أوتيت خيرا عظيما وبوركت خطواتك.
ولذلك أوصانا الله سبحانه وتعالى أن دائما نردد: (وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا).
الدروس والعبر من هذه الآية:
١- بالرشد تُختصر المراحل، ويُختزل الكثير من المعاناة، وتتعاظم النتائج،
حين يكون الله لك «وليا مرشدا».
٢- حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلا أمرا واحدا وهو:
(هل أتبعك على أن تعلمنِ مما عُلمت رشدا) - فقط رشدا.
٣- عندما يهيئ الله (سبحانه وتعالى) أسباب الرشد لنا، فإنه قد هيأ لنا أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي.
«اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا»
ولذلك نقول إن الله أزاح عنا الغُمة وكشف لنا الصديق من العدو، ولذلك علينا أن نعتبر من الأحداث، وما آلت إليه بعدها حتى نستطيع بناء وطننا وعمار أرضنا بما يحبه ويرضاه لنا رب العالمين. وعلينا أن نبتعد عما يسيء للوطن وإلى شعبنا الأبي تحت قيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح، فإنهما الدرع الحصينة بعد الله سبحانه وتعالى لهذا الوطن.
[email protected]