قام المجتمع الكويتي منذ نشأته على الدين والعقيدة وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فحفر الآباء والأجداد الحجر، وخاضوا البحار وشقوا الصحاري لأجل ترسيخ قواعد الدولة ذات السيادة والاستقلال، وواجهوا التحديات بكل قوة وصلابة حتى أصبح للدولة شأن كبير بين الأمم رغم قلة الموارد وقلة عدد الشعب، ولكن الكويت كبيرة وعظيمة بعطاياها بين هذه الأمم بأفعال الخير والبر، فإن أهل الكويت سباقون في ذلك، حيث وصلت عطاياهم إلى مشارق الأرض ومغاربها وهذه من العهود القديمة لتاريخهم.
إنها قضية مجتمع أراد الحياة والبقاء دون أي مظاهر من الخداع والخوف والرياء والنفاق والدجل، فقد استطاعت الأجيال السابقة المحافظة على كيان الدولة وحماية أراضيها من الأطماع الخارجية وصدوا كل من حاول أن ينتهك أرض الوطن واغتصاب تراب بلدنا، وكانوا لهم بالمرصاد ومنعوهم بالقوة والحجة والبراهين والأدلة، فكانوا أجيالا كالجبال متمسكين بدينهم وعقيدتهم يذودون عن كرامتهم وكبريائهم وشموخهم. هؤلاء هم أبناء الوطن، أهل الكويت الذين حافظوا على تراب بلدهم وثرواته ومقدراته، ولكن للأسف اليوم نرى أن بعض الأجيال الحالية لم يسيروا على خطى آبائهم وأجدادهم بسبب التحضر والتقدم.
ولذلك على الأجيال الحالية والقادمة ان يحتذوا بآبائهم وأجدادهم في المحافظة على هذا الوطن دون تفريط بتراب بلدنا الغالي، ولا نكون مثل هذه الحكاية: يحكى أن رجلا جلس على شاطئ البحر ليلا قبل الفجر فوجد كيسا قد ﻣلئ بالحجارة، فمد يده وأخذ حجرا من هذا الكيس وألقاه في البحر فأعجبه صوت الحجارة وهي تقذف في البحر فعاد الكرة مرة أخرى. وظل يقذف الحجارة في البحر، لأن صوت الحجارة عندما تسقط في الماء كان يسعد هذا الرجل. وكان نور الشمس قد اقترب وبدأ يتضح الكيس الذي بجواره حتى ما بقي في الكيس إلا حجرا واحدا وقد أشرقت الشمس فنظر الرجل إلى هذا الحجر، فوجده «جوهرة» واكتشف ان كل ما ألقاه من قبل كانت «جواهر» وليست حجارة، وظل يقول بنبرة ندم: يا لغبائي كنت أقذف الجواهر على انها حجارة لأستمتع بصوتها فقط!! والله لو كنت أعلم قيمتها ما فرطت فيها هكذا.
كلنا ذلك الرجل، فـ (كيس الجواهر) هو وطننا الذي غفلنا عنه في لحظة من الزمن، من الآن كن يقظا، ولا تضع أوقاتك وجواهرك بلا فائدة، فتندم حيث لا ينفع الندم. ولذلك لابد أن نكون حريصين على وطننا وندافع عنه بكل ما لدينا من إرادة حتى نحمي تراب ديرتنا من أي أطماع أو غيرها تريد النيل من هذا الوطن، ويكفينا من أتى سابقا من أهل الغرب بدعوات مزيفة وقام بتقسيم أوطاننا، وأخذ من أراضينا ووزع هنا وهناك.
وفي الختام نتوجه إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، متمنين له الصحة والعافية وأن ينظر بعين الأبوة واتخاذ القرارات التي تعين كل مواطن ابتعث للعلاج بالخارج، وخاصة المرافقين للمرضى، بالبقاء مع مرضاهم وإعفائهم من قانون الخدمة المدنية بعدم تجاوزهم مدة 6 شهور خارج الوظيفة والعودة ومباشرة العمل مما يترتب عليه أمور كثيرة تسبب عدم إكمال العلاج للمريض. كما نتمنى لكل مريضة كانت مسنة أو امرأة تضاف لها مرافقة معها، حيث إن المرأة تحتاج إلى امرأة أخرى لحساسية الأمر.
والنقطة الأخيرة بالنسبة لتذاكر الطيران فإن المريض ومرافقيه عليهم تحديد العودة عند ذهابهم للعلاج وهذا من الصعب، حيث من الممكن أن يطول العلاج، وهناك يتكبد المواطن أعباء مالية إذا أراد العودة بعد انتهاء مدة التذكرة، ولذلك نتمنى أن تقوم الخطوط الجوية الكويتية بإعفاء المريض والمرافقين من هذه الغرامة المالية.. ونقول دام عزك يا وطن.