تتغير المجتمعات بين فترة وأخرى، إما للأفضل أو للأسوأ، ولا تأتي هذه التغييرات إلا من خلال الشعوب التي تريد لبلادها الأفضل، والأحسن، والأنفع، فهناك من يمارس الأعمال التي تجعل بلاده تتطور وتنمو وتسمو الى الرقي والعلياء، وهناك من يريد ان تسوء حياة بلاده لأجل أهداف خاصة بهم كتولي مناصب، او استقطاب نفوذ، او الشعور بالقوة، والاستحواذ على الأموال، فيمارسون من أجل ذلك أبشع الطرق لإذلال الشعوب، وإرضاخ الجميع لسطوتهم، فينهبون ويسرقون ثروات البلاد.
هؤلاء شرذمة وفئة من الفئات الضالة التي أتيح لها أن تمارس ما لديها من قدرات تحايلية، ولا نريد التحدث عن أعمال مورست، او نذكر أسماء وصلت الى غايتها عن طريق تلك التدابير والطرق البذيئة لأجل السيطرة الكاملة على هذا البلد الطيب. لكننا يكفينا أن ننظر الى الماضي، وكيف أصبح الحاضر، والله يعلم ماذا سيكون في المستقبل!!
المناصب لا تدوم
تتبدل المناصب الوزارية وتتغير مثلما تتغير وتتبدل نفوس بعض البشر، فيتحول من كان يتولى منصبا الى مشكّك في الذين وقفوا معه طيلة سنوات.
ونحن بدورنا نقول لهؤلاء: إن الكراسي لا تدوم، والمناصب لا تبقى على حالها.
ونقول لهؤلاء القياديين الذين استولى عليهم الشك والريبة، وبعد مضي سنوات طويلة في الصحافة والممارسة المهنية في بلاط صاحبة الجلالة: إن من يقول هذه الكلمات الباطلة ويرمي الناس بلا دليل قاطع، فإنه بذلك يروّج لأكذوبة يطلقها بعض القياديين الذين حصلوا على مناصب عليا. وللأسف هذه هي إحدى ثمرات الفساد الإداري الذي نتج عنه تولي من لا يستحق، وإبعاد أهل الكفاءة وذوي الخبرة المطلوبة.
وندعو الله عز وجل للأنفس المريضة ونقول لها: شفاكِ الله وعافاكِ مما أنتِ فيه من أمراض.
عقم وبيروقراطية!!
ديوان الخدمة المدنية وكثير من الجهات الوزارية في الدولة تسير بطرق عقيمة جدا، وعلى سبيل المثال من يُبتعث للعلاج في الخارج بعد موافقات طبية من الإدارات المختصة بذلك يتم خصم إجازاته، وكذلك تخصم إجازات المرافق له، وهذا يدل على تخبط، وبيروقراطية تنخر في الجهات المسؤولة، واتخاذهم القرارات دون اي دراية، فإن الحياة تحتاج الى دراسات حتى نستطيع تخطي هذه العثرات.
وهناك بعض الأمثال التي تدل على ما نحن فيه من هذيان: (اذا كنت عاوز ترتاح من حماتك.. طلّق بنتها)، (كله بالفهلوة بيمشي)، (اللي اختشوا ماتوا)، (في كل مكان وزمان تجد الفتوى، ولكل مسألة تجد لها صانع).
كما ان المشاهد لعملية إنجاز المعاملات في العديد من الجهات الحكومية يرى انها لم تصل الى الطموح المنشود، ولا تزال (مكانك راوح)، وأحيانا تصل الى حد التخلف، ولذلك تجد ان المتضرر الأكبر هو المواطن الذي يعاني هذا كله، بسبب كتابنا وكتابكم بين الإدارات مما نجد معه التأخير والمماطلة في هذا الإنجاز ويشيب شعر المراجع قبل ان تنجز معاملته، ونقول: من المسؤول عن كل هذا يا حكومة؟
٭ ولايزال مسلسل القبض على المتعثرين والمعسرين ماليا، الذين رفعت القضايا في حقهم بالمحاكم وتنفيذ الأحكام بسبب عدم قدرتهم على سداد هذه الأقساط والديون التي جاءت للحاجة القصوى.
[email protected]