كنا نظن أن أمتنا العربية والإسلامية، أمة ذات سيادة، ولكن أتى عام 2011 (عام ثورات الخريف العربي) وأصيبت الأمة العربية وأصبنا معها بخيبة أمل كبيرة، بعد أن اتضح أن عالمنا العربي والإسلامي يخضع لتعليمات وتوجيهات الغرب بعد أن تحكم فيه وفي مقدراته.
نعم.. إن الصهيونية العالمية تتحكم في مقدرات الأمم، وجعلت أكبر الدول وأقواها أدوات تتلاعب بها كيفما شاءت، وتنفذ أجنداتها الخاصة، فإنها الآن تتحكم في الاقتصاد والسياسة، والاستثمار، والتكنولوجيا، بل وحتى التعليم والصحة، فاحتلت العالم دون حروب مباشرة، ذلك أنها احتلت عقولهم، وقلوبهم، وأفكارهم، وأخذت توجههم كيفما شاءت، ووقتما شاءت.
بات العالم العربي والإسلامي مثل لعبة «بلايستيشن» في يد الصهيونية والغرب، تتلاعب بها كيفما يحلو لها، وبالطريقة التي تحددها، وكيف لا وهي المبرمج الذي اخترع هذه اللعبة، ويغذيها ويبرمجها بما يريد.
لقد أصابت أبناء الأمة العربية والإسلامية لوثة عقلية جعلتهم يدمرون أوطانهم بأنفسهم، ويخربون بيوتهم بأيديهم، تحت حجج ومسميات:
«التغيير»، «العدالة الاجتماعية»، «الديموقراطية»، «المدنية»، و«الشعب يريد إسقاط النظام». وإذا نظرنا إلى حجم الدمار والخراب وتدمير البنية التحتية الذي طال أغلب دولنا، وتكالبت الأمم الغربية علينا، لعلمنا مقدار الخسارة جيدا، ولفهمنا هول ما وقعنا فيه من دمار شامل.
المخططات الصهيونية تريد محو تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، وتسطر تاريخها الزائف الضال، فأين الآن: تونس، الجزائر، ليبيا، اليمن، وسورية؟ أين العراق، السودان، ولبنان؟ أين فلسطين، والجولان، ومزارع شبعا؟ كل هذه الدول والأماكن باتت تحت سيطرة الصهيونية العالمية وأدواتها من الغرب بمسميات مهما اختلفت فلن تنطلي علينا. فيا أمة العرب والإسلام أفيقوا مما أنتم فيه، واستيقظوا من سبات طال وطال، وانفضوا من فوقكم التراب الذي واراكم، وتأهبوا للحملات التي تشن علينا، وشدوا عرى المحبة والتآخي والتآلف، واجتمعوا مرة أخرى على كلمة واحدة، وتجمعوا تحت رايتكم، ولا تختلفوا وتتنافروا وتتقاتلوا.
[email protected]