يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره لهذه الآيات: ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوة المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم، وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى، كما أنه بالافتراق والتعادي يختل نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى إلى شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام، ثم ذكرهم تعالى نعمته وأمرهم بذكرها فقال: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً) يقتل بعضكم بعضا، ويأخذ بعضكم مال بعض، حتى إن القبيلة يعادي بعضهم بعضا، وأهل البلد الواحد يقع بينهم التعادي والاقتتال، وكانوا في شر عظيم، وهذه حالة العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعثه الله وآمنوا به واجتمعوا على الإسلام وتآلفت قلوبهم على الإيمان كانوا كالشخص الواحد، من تآلف قلوبهم وموالاة بعضهم لبعض.
ومن ينظر إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية الآن يجد أننا ابتعدنا عن هذه الآيات الكريمة، وخالفنا أوامر ربنا عز وجل فيها، فلم نحافظ على أمجادنا الماضية، وفرطنا في مكتسباتنا، وابتعدنا عن قيمنا وعاداتنا وأصولنا، وقطعتنا الحروب الأهلية والصراعات الداخلية قطعا قطعا، وبدلا من الاعتصام بحبل الله، اعتصمنا بحبل الشيطان، وبدلا من الاجتماع والقوة أصابتنا الفرقة ونهشنا الضعف، وبدلا من تأليف قلوبنا أصبحت قلوبنا متنافرة، مختلفة، ودخلها الحقد والضغينة، ولذلك لا نستغرب مما يحدث في وقتنا هذا مما تفعله الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول الأجنبية من ممارسة سياسة الضغط علينا، وإنهاك مواردنا، واللعب بمقدراتنا، ما جر علينا أزمات وكوارث ومشاكل متعددة.
شعلة
الحمد لله الذي بفضله تتم النعم، تخرجت حفيدتي الغالية مها عبداللطيف الخلف في ثانوية فاطمة الصرعاوي، ضمن كوكبة من الخريجات.
وقد اقيم الحفل في احد الفنادق بأجواء مليئة بالفرح والسرور، بذلت فيه مجهودات كبيرة وطاقات عظيمة من قبل الخريجات اللاتي نظمن هذا الحفل، وذلك من اجل إسعاد اسرهن.
وكانت مفاجأة الخريجات للحضور قيامهن بعمل مشروع انساني تمثل في التبرع لبناء مسجد وحفر بئر في إحدى الدول الآسيوية، مساهمة منهن في العمل الخيري الذي جبل عليه أهل الكويت قديما وحديثا.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَات وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ـ آل عمران: 103 ـ 105).
[email protected]