رحلتي كلها شقاء وتعب و«هد الحيل»، ولكن مع ذلك كانت فيها لمسات طيبة، الحكاية نبدؤها بالجدل الذي وقع بيني وبين الحبيب وهو أخي العزيز د.سلطان اليحيائي، حاولت الاعتذار عن عدم المشاركة في هذا الملتقى والمهرجان السنوي لخريف صلالة، ولكن تدخل أخي الغالي والحبيب حسين المناعي من الإمارات ووافقت على المشاركة، وتم إرسال التذكرة لي ولكن مواعيد السفر كانت صعبة وشاقة لو حجزت الى أميركا كان أهون لي، حيث ان حجز الطيران من الكويت الى مسقط والإقلاع يكون في السادسة مساء من الكويت والوصول الى مسقط التاسعة ليلا والمكوث في الترانزيت من التاسعة الى السابعة صباحا، هذا فحوى التذكرة التي وصلتني شقاء بشقاء وتعبا بهلاك وبعد إلحاح وترج قلت لن أقبل بمثل هذه الرحلة وبعد جهد جهيد تم الحجز لي على الطيران العماني بدلا من طيران السلام بالنسبة للذهاب الى صلالة وكان موعد الإقلاع الثانية فجرا والوصول الثالثة والنصف فجرا، لقد قضيت من الكويت الى صلالة نحو 10 ساعات منها 3 من الكويت الى مسقط و5 ساعات ترانزيت وبعدها نحو ساعة و40 دقيقة الى صلالة، حتى وصلت بشق الأنفس. تجربة مريرة، الله لا يعيدها مرة اخرى، ومع ذلك اثناء وجودي في مسقط تم إرسال شابين من شباب عمان حيث رافقاني برحلة داخل مسقط وتوجهنا الى احد المطاعم بداخل المدينة، حيث رافقني «بلعرب التميمي» و«عبدالمجيد عبدالله المعمري» خلال انتظاري للرحلة من مسقط الى صلالة، وكانت رفقة طيبة من شباب سلطنة عمان، حيث غمروني بكل ما لديهم من الطيبة والنخوة التي يتحلى بها الشعب العماني، وبعد ان وصلت الى صلالة كانت الساعة قد وصلت الى الرابعة فجرا، وعلى الفور توجهت الى الفندق وجاءت إجراءات التسكين بالغرفة المخصصة لي وكان الجهد والتعب ظاهرا عليّ حتى استطعت النوم الساعة الثامنة صباحا، هذه رحلتي من الألف الى الياء.
وجاء المنتدى العربي الأول للسياحة والتراث الذي أقيم في سلطنة عمان بمحافظة ظفار مدينة صلالة، حيث سلط الضوء على السياحة والتراث والثقافة والاقتصاد من خلال تطوير العمل السياحي في العالم العربي والخليجي.
وانتهى المنتدى الناجح بكل المقاييس من قبل المنظمين من الرجال والنساء العمانيين الذين أبدعوا في التنظيم والاستضافة والاستقبال الرائع وزيارة الضيوف الى مهرجان خريف صلالة والذي يحتوي على كل ما هو تراثي وتاريخي وموروثات أهل عمان في هذا المهرجان الذي يقام كل عام في الخريف.
وعند المغادرة الى الكويت حصلت المعاناة الأخرى، حيث توجهت الى مطار صلالة دون ان أنظر الى التذكرة جيدا، حيث في ظني ان الإقلاع في الحادية عشرة وأربعين دقيقة الى مسقط ومنها الى الكويت فتبين لي ان الطائرة قد أقلعت العاشرة صباحا، مما زاد الطين بلة وتوجهت الى طيران عمان حتى أجد تذكرة ولكن فوجئت بان المكتب قد «أغلق» وسوف تقلع الطائرة بعد نصف ساعة طيران داخلي، فمستحيل ان أصعد عليها، وذهبت الى مكتب الطيران القطري، والحمد لله ان الطائرة سوف تطير في الساعة الثانية عشرة وخمسين دقيقة وعلى الفور حجزت التذكرة الى الدوحة وانتظرت في مطار الدوحة وقبل الإقلاع الى الكويت جاء التأخير لمدة ساعة، هذا حظي في هذا اليوم، معاناة عند الوصول ومعاناة عند المغادرة، وفي النهاية وصلت الى ديرتي وأنا أحمل معاناة السفر.
[email protected]