كرس الآباء والأجداد الأوائل مفاهيم الوفاء والإخلاص والدفاع عن تراب الوطن، على الرغم من المحن وصعوبة العيش، وكان الكفاح هو سبيلهم وطريقهم ورفيقهم في تأسيس هذا الكيان الجميل، الكويت، فرغم تلك الصعوبات التي واجهتهم إلا أن أياديهم كانت نظيفة، وعقولهم سليمة، وتميزوا بالأمانات والعهود والمواثيق الجادة النقية الصادقة، كانت هذه أصول أهل الكويت الذين أسسوها.
غاب هذا الرعيل الذي عانى شظف العيش، وقساوة الحياة، والصراعات والغارات والحروب وتصدى لها بكل قوة وبسالة، وبعد أن صارعوا الأمواج العاتية، والرياح الشديدة في السفر والغوص، وشقوا البحار بسفنهم حتى وصلوا إلى بلاد بعيدة، وتوطدت علاقاتهم بشعوب كثيرة، غاب كل شيء جميل، وصادق.
فإذا نظرنا إلى أوضاعنا اليوم، وإلى حياتنا الآن، وإلى ظروفنا الحالية، وعلى الرغم من رغد الحياة التي نعيشها، والثروة والأموال والبترول إلا أن الفساد زاد بين الناس، فصدق عز من قال: (وتحبون المال حبا جما (20)) (سورة الفجر)، فهناك البعض ممن يريد ويسعى إلى بيع مؤسسات الدولة الحكومية إلى شركات، مثل الكهرباء والماء من خلال القانون الذي يخصص المحطات الكهربائية ومحطات تحلية المياه.
كما أن هناك تحركات لأجل خصخصة المستشفيات الحكومية وأيضا قطاع التعليم، وذلك حتى تُدار من قبل شركات خاصة، لها مصالح ومآرب أخرى.
وإذا حدث هذا فإن هناك الكثير من المواطنين سيكونون خارج وظائفهم وترتفع نسبة البطالة بالبلاد، ولذلك لابد أن يتصدى المجتمع الكويتي لهذا الأمر، كما أن على أعضاء مجلس الأمة الذين وثق فيهم المواطنون، وأعطوهم أصواتهم، أن يقفوا مع الشعب الكويتي في هذا الأمر، بعد أن ظهر تلاعب في المناقصات، ووجود هبات ومزايا وعطايا حكومية، وتسهيلات لمعاملات متعددة في أروقة الوزارات والهيئات.
كذلك يجب النظر إلى ملف العلاج بالخارج خاصة مع الحالات الحرجة والخطرة التي يستلزم علاجها فترة طويلة تحت عناية ورعاية خاصة، بدلا من إرجاعهم قبل انقضاء فترة العلاج واستكمال فحوصاتهم.
كذلك نتمنى من وزيرة الدولة لشؤون الاقتصاد النظر في الهيئة العامة للقوى العاملة، وإيجاد حلول لتعطيل المصالح الذي أصبح كثيرا في الآونة الأخيرة.
[email protected]