لا شك في أن العالم الآن يعاني الحروب والمشكلات والأحداث الجسام التي تحيط بكل دوله، غربها وشرقها، شمالها وجنوبها، وخاصة عالمنا العربي والإسلامي، فهناك أياد خبيثة تريد السيطرة على هذه الأمة المباركة، وإذا رجعنا للتاريخ وتصفحنا في مجلداته العميقة وجدنا أن الخيانة لا تأتي فقط من الأعداء ومن هم خارج أوطاننا، بل كانت تأتينا من أبناء جلدتنا أنفسهم وبعض التيارات التي تنتمي إلى مسمياتنا، وقومياتنا، فيقوم هؤلاء بتحريك القاعدة المتمثلة في الشعوب بكل الطرق التي تكون في ظاهرها إرادة الإصلاح والحياة الاجتماعية، ومحاربة الفساد، وفي باطنها تحمل مخططات الدمار والخراب، والفوضى، وتنفيذ أجندات خاصة بآخرين.
برنارد لويس
ولد برنارد لويس في 31 مايو 1916 وتوفي في 19 مايو 2018، وهو من مواليد لندن ببريطانيا. أستاذ فخري بريطاني - أميركي لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون، وتخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب، كما كان ضابطا سابقا في الجيش البريطاني.
عقب الحرب العراقية ـ الإيرانية شرع برنارد لويس في وضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا كل على حدة، ومنها العراق وسورية ولبنان ومصر والسودان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الأفريقي.. إلخ، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت. وفي عام 1983 وافق الكونغرس الأميركي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع «برنارد لويس»، وتم إدراجه في ملفات السياسة الأميركية الإستراتيجية لسنوات مقبلة.
تقول صحيفة وول ستريت جورنال في مقال لها: «إن برنارد لويس المؤرخ البارز للشرق الأوسط وقد وفر الكثير من الذخيرة الإيديولوجية لإدارة بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب، حتى إنه يعتبر بحق منظرا لسياسة التدخل والهيمنة الأميركية في المنطقة».
وفي مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع «لويس» في 20/5/2005 قال: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات، وتقوض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أميركا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية...».
.. وللحديث بقية
[email protected]