يؤكد باحثون أن تاريخ العمل الإرهابي يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على المبتغى بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة. والعمل الإرهابي عمل قديم يعود بالتاريخ لمئات السنين ولم يُستحدث قريبا في تاريخنا المعاصر.
وبحسب حقبة الثورة الفرنسية الممتدة بين الأعوام 1789 إلى 1799 والتي يصفها المؤرخون بـ «فترة الرعب»، فقد كان الهرج والمرج ديدن تلك الفترة إلى درجة وصفها بـ «الإرهاب الممول من قبل الدولة»، فلم يطل الهلع والرعب جموع الشعب الفرنسي فحسب، بل طال الرعب الشريحة الأرستقراطية الأوروبية عموما.
وقد قامت بعض الدول في العصر الحديث وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بابتكار مصطلح «الحرب على الإرهاب»، وتهدف إلى القضاء على الإرهاب والدول التي تدعم الإرهاب، حيث بدأت هذه الحملة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 التي اتهم فيها وقتها تنظيم القاعدة، وأصبحت هذه الحملة محورا مركزيا في سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش على الصعيدين الداخلي والعالمي وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حربا غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية بكونها متعددة الأبعاد والأهداف (ويكيبيديا).
وللأسف كان النصيب الأكبر من هذه الحملة للدول العربية والإسلامية، التي قام الإعلام المعاصر بحملات منظّمة ومركزة لإلصاق الإرهاب دوما بالإسلام والمسلمين، على الرغم مما ذكر سابقا من أن الإرهاب قديم، وموجود في كثير من الدول.
ووفقا لمؤشر الإرهاب العالمي عام 2016 كان هناك أربعة تنظيمات إسلامية متطرفة مسؤولة عن 74% من جميع الوفيات الناجمة عن الإرهاب هي: داعش، بوكو حرام، طالبان، والقاعدة.وهناك حوادث متعددة حدثت وما زالت تحدث في دول أوروبية وأميركية قام بها أوروبيون وأجانب ضد الجاليات المسلمة في تلك الدول، أو ضد المساجد والمدارس الخاصة بهم، وحادثة نيوزيلندا ليست عنا ببعيد. لذا الإرهاب ليس شرطا أن يقوم به مسلم أو عربي، وإلصاقه بالإسلام والمسلمين من الظلم المبين، وتنفيذ لمخططات صهيونية أجنبية لينفر الناس من هذا الدين العظيم، لأن الإرهاب لا دين له.
شكر وتقدير
للاستشارية د.نجاة عاشور، والأطباء فاطمة حاجي ورانيا دنان وأحمد فتحي ومحمد بالإضافة إلى طبيبة التخدير ود.هاني من مركز صباح الأحمد للقلب، حيث كانت جهودهم كبيرة في متابعة الحالة والفحوصات الخاصة منذ دخولي الى الجناح.. سلمت أياديكم.
[email protected]