تعيش منطقتنا فوق سطح ساخن يشتعل من الأحداث التي تحيط به وتلاحقه من كل مكان، فثورات هنا، وحروب هناك، واغتيالات وانشقاقات، وتصدعات، والأعداء يسلطون عيونهم علينا، وينشرون جواسيسهم بيننا، حتى بات العالم العربي مزدحما بالمرتزقة والخونة وعاشقي جمع المال والثروات، وكل هؤلاء يُؤتَمرون من جهات ومؤسسات ومنظمات وأشخاص ودول تنفذ أجندات خبيثة.
تلك الشرذمة التي من بينها للأسف أشخاص وجماعات من بني جلدتنا لا يهمها إلا مصلحتها، وتعادي أوطانها من أجل مصلحتها ومصلحة من يوجهها، وبسببهم تمت زعزعة الأمن والاستقرار في دولنا، وفتحت علينا جبهات كثيرة.
وكان من مخططاتهم الخبيثة السيطرة على الاقتصاد والدخول في مجالات الاستثمار المتعددة، وكذلك النفط والتنقيب عنه، وتم تسييس كل القضايا التي تخص أمتنا، وأصبحنا كل يوم نسمع ونشاهد ملفات من الفساد المالي والإداري تُفتح وتخرج خباياها الفظيعة، ثم يأتي غيرها وغيرها.
أما التحديات المقبلة فستكون كبيرة جدا، خاصة في منطقتنا، الخليج العربي وما حولها، فتداعيات الصراع الأميركي ـ الإيراني تطل برأسها بين الحين والآخر، وأصبحت تسيطر على مجريات أمورنا، ما نتج عنه تأهب واستدعاءات في جيوش المنطقة، ومعسكرات مع ومعسكرات ضد، وأسلحة جديدة يريدون تجربتها على أرضنا، ومن خلال هذه الأزمات، وتلك التداعيات يسيطرون علينا، ويُحْكمون قبضتهم علينا أكثر وأكثر، ونحن من ندفع فاتورة تلك الحرب، وهذه الفوضى.
إننا في خضم هذه الأحداث المتسارعة، لابد لنا من التكاتف، والتعاضد، والالتفاف حول قيادتنا، ولا نسمح بالفوضى تدبُّ بيننا، ولا بالتشاحن والبغضاء والأحقاد بأن تقطّع أوصالنا، ونكون جسدا واحدا، ونعزز لُحمتنا الوطنية، في ظل قائدنا وربّان سفينتنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد.
[email protected]