آه «يا اميمتي» ما عاد فينا مثل الماضي، كل شيء تغير وتحول، لا فيها اهل الشيم ولا فيها العشير، وللاسف خاب فيها من سعى. الرجال الاولون اهل الخير واهل الفزعات من الطيبين ما عادوا موجودين الا من ندر منهم، اي القليل جدا اللي هم نستجدي فيهم الخير والبركة. «الرجال مخابر ما هي مناظر»، لكن هذا حالنا اليوم! لا تنتظر من الموجودين ان يكونوا نفس الرجال الذين بنوا هذا الوطن بالعرق والدم والجهد والعطاء، لأنهم تميزوا بالوفاء والاخلاص والتفاني لهذا الوطن والشعب، واليوم نجد خيبة امل في بعض من يتولى المسؤولية، فكل ما يسعون إليه هو السطوة والنفوذ، فظلموا الكويت وأهلها واستباحوا اموالها وخيرات المواطنين.
اقول: كان يا ما كان في قديم الزمان، وسالف العصر والاوان، كان للكويت رجال اوفياء اقوياء بتعاضدهم وتعاونهم، «شدوا» المآزر عند الشدائد، لا يبخلون على احد، يفزعون لمن يطلب فزعتهم سواء أكان ذلك بالسراء او الضراء. وكانوا متلاحمين متراصين متعاضدين، غنيهم يقف مع فقيرهم، وقويهم يحمي ضعيفهم، مترابطين متآزرين في كل شيء، عصفت بهم الازمان والمواقف ولكنهم كانوا لها رجالا أشداء، لا يهابون ولا يخافون، قلوبهم صلبة، قوية، في حب الارض واهل الديرة، كما كان اهل الديرة يعرفون بواطن امورهم ولذلك نجدهم يقفون وقفة رجل واحد امام الصعاب، هؤلاء هم الكويتيون، ويقول المثل «ما يعرف رطني الا ولد بطني»، وهذا من شدة تقارب اهل هذا الوطن والتصاقهم ببعض ومعرفة شؤونهم واحوالهم.
ولكن للاسف اليوم نجد ان كل شيء تلاشى من بعض الناس الذين اصبحوا يتنكرون لمواقف الرجال الاولين، ويقول ايضا المثل «جلدٍ ما هو جلدك جره على الشوك»، اذا هو ليس من اهلك او جماعتك صد عنه، وهذا لم يكن في الماضي، حيث كان اهل الكويت اسرة واحدة مترابطين متعاونين.
مرت ايام عليهم صعبة جدا، ولكن وقوفهم بجانب بعض خفف عنهم هذه الصعاب حتى «بنيت» هذه الارض وعُمِّرت بسواعد الحاكم والمحكوم من ابناء هذا الوطن.
كما نؤكد ان المجريات التي حدثت بالامس في قاعة عبدالله السالم بين اعضاء مجلس الامة دخيلة على المجتمع الكويتي، خاصة ما جاء فيها من الفاظ غير لائقة والتطاول بالايدي امر مرفوض. ويقول المثل «ما يعرف قديري الا اللي يجرب غيري»، ونقول ايضا «هذا بلاء ابوك ياعقاب» حتى الآن لم نعرف من هو مع هذا الوطن او ضده.
الانسانية اصبحت غائبة عن صدور بعض من يدّعون انهم ابناء هذا الوطن، وهذه مصيبة من مصائب هذه الدنيا، لا تراحم ولا تواد بينهم، فقد طغى حب المال وحب التسلط والنفوذ على ما ذكر في البداية، كفانا الله إياها.
وقفة: على طمام المرحوم و(لاطبنا ولاغدا الشر)
[email protected]