من أعظم النعم التي ينعم بها علينا ربنا سبحانه نعمة الأمن والأمان في الوطن، نعمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس، نعمة افتقدتها كثير من الأوطان.
ما أعظمها من نعمة، إنها نعمة الأمن.. وما أدراكم ما نعمة الأمن التي كانت أول دعوة لأبينا الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم، حينما قال: (ربّ اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات).. فقدم إبراهيم نعمة الأمن، على نعمة الطعام والغذاء، لعظمها وخطر زوالها.
إن أشهى المأكولات، وأطيب الثمرات، لا تستساغ مع ذهاب الأمن ونزول الخوف والهلع، ذلكم أنه لا غناء لمخلوق عن الأمن، مهما عز في الأرض، أو كسب مالا أو شرفا أو رفعة.
إن الديار التي يفقد فيها الأمن صحراء قاحلة، وإن كانت ذات جنات وارفة الظلال.. وإن البلاد التي تنعم بالأمن تهدأ فيها النفوس، وتطمئن فيها القلوب وإن كانت قاحلة جرداء.
في رحاب الأمن، يأمن الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم.. وفي ظلال الأمن، يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله.. في رحاب الأمن وظله تعم الطمأنينة النفوس، ويسودها الهدوء، وترفرف عليها السعادة، وتؤدى الواجبات باطمئنان، من غير خوف هضم ولا حرمان. ك
ثير من الدول تفتقد هذه النعمة الجليلة «نعمة الأمن والأمان في الأوطان» فهذه النعمة لطالما أنعم الله بها علينا ولم نشعر بها ولم نشكر الله عليها يوما ما.
اللهم أمّنا في أوطاننا يا رب العالمين.