تجتاحنا جميعا فوضى عارمة في شتى مناحي الحياة تفقدنا جزءا كبيرا من وقتنا وتحملنا أعباء جديدة تزيد من تخبطنا وتشتتنا لا نعرف من أين نبدأ، تعترينا الفوضى من جميع الجوانب فنشعر أمامها بالعجز لأننا نجهل تماما أهمية الأولويات في حياتنا، الأمر الذي يجعلنا نتعامل مع أولوياتنا على أنها أمور عادية لا تختلف عن غيرها.
ولكي نتمكن من جمع شتاتنا وتقليل حجم الضغوطات الملاقاة على عاتقنا فليس أمامنا خيار سوى إعادة ترتيب حياتنا من خلال التمييز بين المهم والأهم فيصبح بمقدورنا تحديد أولوياتنا والعمل على ترتيبها حتى لا تضيع أوقاتنا سدى وتعم الفوضى في شتى أجزاء حياتنا فتتكدس المهام اليومية فوق بعضها بعضا تنتظر الوقت المناسب لإنجازها، وقد لا يأتي أبدا هذا الوقت فتدخل ضمن قائمة الأعمال المؤجلة والتي قد لا تبصر النور، وذلك بسبب الفوضى التي سمحنا لها أن تغزو عقولنا وذواتنا حتى إنها استطاعت التسلل إلى أعماق حياتنا فلم نعد نفرق بين الأشياء المهمة والأشياء الأكثر أهمية فجميعها في نظر الفوضى سواسية.
وترتيبنا للأولويات ليس مجرد شعارات نهتف بها وإنما هو حل عملي يخرجنا من مآزق كثيرة قد نقع فيها نتيجة للفوضى الكبيرة وما تخلقه من تعقيدات وعراقيل تسهم بشكل كبير في تغيير مجرى حياتنا، الأمر الذي يجعلنا نكتفي بعدد قليل من الإنجازات، والسبب في ذلك أننا سمحنا للظروف أن تحركنا كما تشاء من دون أن يكون لنا دور في تغيير مجريات الأحداث فتصبح بذلك جميع شؤون حياتنا عرضة للتقلبات والمصادفة.
وحتى نكون أشخاصا منظمين قادرين على إدارة أعمالنا اليومية بطريقة تضمن لنا الراحة والوقت الكافي، فلنتخلص من العشوائية ولنحاول تحديد الأشياء المهمة والضرورية التي تتطلب إنجازا سريعا معتمدين في ذلك على وضع الخطط العملية التي تمكننا من تقليص حجم الضغوطات والتحرك بخطوات ثابتة نحو الهدف المرسوم.
وامتلاكنا لمهارة ترتيب الأولويات حاجة ضرورية وملحة تشعرنا بالثقة والاستقرار والقدرة على الإنجاز ولأننا نرغب دائما في تحقيق الأفضل والوصول إلى كل ما نريده، فلنبدأ في تغيير جميع العادات السلبية بما فيها الفوضى التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من شخصيتنا فمهما كان إيقاع الحياة سريعا ومتغيرا إلا أننا نستطيع أن نتكيف مع كل المستجدات إذا أردنا ذلك مدركين جيدا أن استغلالنا للوقت والاستفادة منه يضمن لنا سبل النجاح والارتقاء.