اليوم الوطني رمز لوحدتنا ورمز لأخوتنا ورمز لكفاحنا وجهادنا في هذه الحياة لإعلاء قيمة الوطن، وحينما نحتفل به فلا يعني ذلك أننا نحصر حب الوطن في الاحتفال، بقدر ما يعني إتاحة الفرصة لنا للتعبير عن جزء يسير من حبنا لهذا الوطن. بل ان اليوم الوطني هو الفرصة الفريدة للاحتفاء بالوطن بعد إن بالغنا في أعيادنا الأخرى بالاحتفاء بالأمة وبالآخرين.
ان الوطنية وحب الوطن أسمى من احتفاليات ومظهريات سطحية، لكن تلك المظاهر التي لا يرى البعض أهميتها هي مدخل مهم للتعبير عن تقديرنا لكفاح أجدادنا وفرحنا بوحدتنا وحبنا لوطننا.
وإذا كان الإنسان يتأثر بالبيئة التي ولد فيها، ونشأ على ترابها، وعاش من خيراتها، فإن لهذه البيئة عليه (بمن فيها من الكائنات، وما فيها من المكونات) حقوقا وواجبات كثيرة تتمثل في حقوق الأخوة، وحقوق الجوار، وحقوق القرابة، وغيرها من الحقوق الأخرى التي على الإنسان في أي زمان ومكان أن يراعيها وأن يؤديها على الوجه المطلوب وفاء وحبا منه لوطنه.
وواجب علينا الحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكان منه لإيجاد جو من التآلف والتآخي والتآزر بين أعضائه الذين يمثلون في مجموعهم جسدا واحدا متماسكا في مواجهة الظروف المختلفة.
وكما يجب الإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته سواء كان ذلك الإسهام قوليا أو عمليا أو فكريا، وفي أي مجال أو ميدان، لأن ذلك واجب الجميع، وهو أمر يعود عليهم بالنفع والفائدة على المستوى الفردي والاجتماعي.
والتصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمتاحة.
وحب الوطن بمعانيه ومضامينه العظيمة بدلالاته النبيلة وأبعادها العميقة هو ليس أقوالا وشعارات ترفع في الفراغ لتحقيق اهداف وغايات هي أبعد ما تكون عن السلوك والممارسة العملية الحقة المجسدة لهذا الحب في العقل والقلب.. في الوعي والوجدان بل ان هذا الحب ينشأ مع الإنسان من الصغر ويكبر معه قيما واخلاقا متحولا من الاقوال الى الأعمال متجليا في جهود وعطاءات حقيقية صادقة لخير الوطن ونمائه وبنائه وتطوره سياسيا واقتصاديا وثقافيا موحدا وديمقراطيا مستقرا وناهضا يمضي صوب غد أكثر تقدما ورقيا ينعم كل ابنائه برفاهية، هذا هو حب الوطن.
ان الوطن هو الأب والام والأهل. كلمة الوطن تعني الهواء الذي نتنفسه، تعني الماء الذي نشربه.الوطن هو الدم الذي يجري في الشرايين والاوردة وينبض.
و الوطن كلمة انتماء ترمز للوحدة والقوة ومنبع العزة والفخر، كلمة لها إيحاؤها ووقعها على النفوس، فما ان يجري ذكرها على اللسان حتى يصير في ذهن الإنسان شريط حافل بالذكريات يحكي ماضيا اصيلا وحاضرا زاهرا ومستقبلا واعدا.