حين يشع نور الحب في القلب فذاك يعني أن هناك إحساسا بالحب في القلب الآخر، ومن هنا للحب وعواطفه الجياشة أثر كبير على صاحبه، لا يؤثر على العقل فحسب، وإنما يرتبط ارتباطا وثيقا في نظرة الفرد الإيجابية للعالم.
العواطف التي ترافق الحب تدفع الفرد إلى معرفة المزيد عمن يحب، ويتملك عواطف قوية ومتأججة نحو من يحب، فيما الجسم والعقل يعملان وينشطان ثلاث مرات عن المعتاد، بسبب الشعور بالقوة والفخر والانتصار على المصاعب جميعها ومواجهة العالم بسبب هذا الشعور. حتى ان الخلايا في الجسم تصبح أكثر نشاطا وحيوية، فالحب يحمل تغيرات متعددة تندرج تحت مفهوم الحب الحقيقي الذي يكمل فيه كلا الطرفين بعضه الآخر، بحسب اختصاصيي علم النفس والطاقة.
ويرى اختصاصيون أن الحب الحقيقي يحمل رسالة إيجابية ويحتاج لرعاية حتى يستمر وينمو، فالحب الحقيقي يشمل ترك الحبيب حرا باختياراته، أي أن تجعل الشخص قريبا منك، ولكن باختياره وليس رغما عنه.
هناك علاقة مدهشة بين الحب والصحة العامة للإنسان، حيث تعد الرومانسية مفيدة للصحة، ومن أهم فوائد الحب على الصحة ما يأتي: ذكرت بعض الدراسات المتعلقة بالزواج والصحة أن الأشخاص المحبين والمتزوجين هم الأقل زيارة للطبيب، حيث تدفعهم هذه العلاقات إلى رعاية أنفسهم بشكل أفضل.
تقلل علاقات الحب والعشق من الاكتئاب والقلق، كما تحمي من الانحراف وتعاطي المخدرات أو شرب الكحول. تساعد السعادة الناتجة من علاقات الحب على الحفاظ على معدلات طبيعية من ضغط الدم.
ومما سبق نستخلص مدى أهمية الحب في حياة الإنسان فهو المصدر الأساسي للأمن النفسى، وبالتالي المصدر الأساسي للسعادة، والسبيل إلى غاية الإنسان للتوازن النفسى، وبذلك يصل الإنسان إلى حالة من تناغم وانتظام الإيقاع أي الانسجام في حالة الأنا المتحدة روحا ونفسا وجسدا، عن طريق القدرة الفعالة على التواصل العاطفي مع الآخر.
فلا تبخلوا على أنفسكم بهذه السعادة ولا تكونوا أنتم العقبة في الحصول على هذا الحب بالتركيز على حالة الفقدان، ولكن بالتركيز على الرغبة في حقنا في الحب نعلن للعالم أننا نستحق هذا الإحساس الرائع ونبدأ بالحياة في روعته بدل التذمر من عدم وجوده، فهكذا ندرك أهمية الحب فيدرك هو احتياجنا له.