لا تنبع التفرقة العنصرية من البشرة بل من العقل البشري، وبالتالي فإن الحل للتمييز العنصري والنفور من الآخر وسائر مظاهر عدم المساواة ينبغي، أولا وقبل كل شيء، أن يعالج الأوهام العقلية التي أفرزت مفاهيم زائفة، على مر آلاف السنين، عن تفوق جنس على آخر من الأجناس البشرية.
وتتمثل العنصرية من خلال المضايقة، وتكون في تجريح شخص ما وإهماله وسد الطرق أمامه، وإشعاره بعدم الرغبة في وجوده، ما يسبب له الألم النفسي وإهانة كرامته. ويمكن تقسيم التمييز العنصري إلى نوعين:
٭ التمييز المباشر: ويتمثل هذا النوع من التمييز في التعامل مع شخص بطريقة دونية وبتفضيل شخص آخر عليه بسبب عرقه أو لونه أو... إلخ.
٭ التمييز غير المباشر: وتكون العنصرية هنا عند فرض قوانين وشروط دون أسباب، وتكون هذه الشروط في صالح فئة معينة على حساب فئة أخرى.
لذلك، للعنصرية سلبيات على الفرد والمجتمع على حد سواء، فالفرد لبنة المجتمع، إذا صلح حاله صلح المجتمع بأسره، والعكس صحيح، وإليك عزيزي القارئ، مجموعة من الآثار السلبية للعنصرية على كل منهما:
سلبيات العنصرية على الفرد:
٭ تولّد العنصرية الحقد والكراهية بين الشخص العنصري والشخص الذي تمارس عليه السلوكيات العنصرية.
٭ يتم رفض الشخص الذي يتعرض للعنصرية في كافة الاجتماعات واللقاءات.
٭ تجعل الفرد الذي يتعرض للعنصرية شخصا وحيدا منبوذا يعيش بعيدا عن الآخرين.
٭ تعمل العنصرية على تضييق فكر من يمارسها لاهتمامه بنفسه بعيدا عن الإحساس بالآخرين.
سلبيات العنصرية على المجتمع:
٭ تجعل العنصرية المجتمع مفككا غير مترابط.
٭ تولّد العنصرية النزاعات بين أفراد المجتمع.
٭ تخلق العنصرية جوا من الحقد والكراهية بين أبنائها.
٭ تخلق العنصرية أجواء يسودها الخوف والكبت وعدم الاستقرار.
٭ قد تعمل العنصرية على إشعال شرارة الحرب في المجتمع، لتعصب كل طائفة لأفكارها. وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم نبذ العصبية، فقال: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية»، وهكذا قضى الإسلام على كل صور العنصرية والطبقية والنعرات التي كانت سائدة في المجتمع الجاهلي، وجعل محلها المساواة والمحبة والألفة والمودة والرحمة.