الخوف الذي يعتري النفس البشرية، ما هو إلا تراكمات زمنية، ومكانية، لابد أن تكسر حاجز الركود، والتسلسل فيها، لتتجدد طاقتك، وتبصر بوعي داخلك، فحين نرى ركود المياه، تنعكس صورتنا، وما إن نرمي الحجارة، عليها حتى تتشتت، وهذا المقصود بالخوف، بلوغ النفس ذروة التفكير، دون حد تقف عنده، لذلك تنقلب الأفكار ضدك.
يقول: يا دكتور، صار لي سنوات على هذا الخوف، كل ما تحديته، أصبحت أسيره، فقلت له: وماذا تتخذ من عدة، لتحارب هذه المشاعر المحتدة، قال: أقاومها كالموج، فأغرق في شبر صوت، وأحيانا استسلم، وأرفع الراية، غير الموضوع يا دكتور!
لا أعرف ماذا أقول؟
عادة الهروب، هي ما تغذي الخوف، وتجعل الإنسان يخضع، لمثل هذه المشاعر السلبية، التي تسيطر على حياتنا اليومية.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)
153 البقرة.
علاج الخوف في هذه الآية، هو الصبر، والصلاة.
الصبر: سيطرة النفسية، تحمل المسؤولية، والصلاة: حركه بدنية، تأملية، كلاهما علاج فعال للخوف، فالحركة الذهنية، التي توجه تركيزها للسيطرة، وليس التعاطي لتقليل الفكرة، عن طريق عدم التفكير في شيء، ستجد أن الدفاع قل، وتدافع الفكرة تلاشى، من الأصل، والحركة الجسدية، بالتنقل، وتغيير المكان، أو الوضعية كالصلاة، وتحريك عضلات الجسد، تسيطر على أي طاقة سلبية، وتحجمها، حتى تصبح أنت المسيطر عليها، كلما كنت مهموما، أو تشعر بضيق، مارسها ستجد سبيلا لان تعود لحالتك الطبيعية مع أفكار إيجابية، مشكلتنا أننا نصيغ الخوف كأنه شيء أكبر منا، ومولود معنا، فبدل أن نجد مخرجا، نقاومه، نخاف منه، وهنا تكمن المشكلة، الخوف من الخوف، يخلف الكثير، من الاضطرابات النفسية، فلو بطلت تخاف من شيء ما، ستجد انه لا يشكل لك، أي تأثير، لأنك تحررت من القيد، الذي وضعت نفسك فيه.
جربها: جرب أن تواجه شيئا ما تخافه، سيكون الأمر بالبداية مستحيلا، لكن لو تعاطيت مع الخوف نفسه، لوجدت انه صوت تكرر، فصدقته موجود فقط في ذهنك، لا يملك أي أداة، لأنك الوحيد الذي تشحنه، من جديد. خوفنا اكتسبناه من المحيط حولنا، نميناه باعتقاداتنا، وعززناه بردات فعلنا المبالغ بها، لتتحرر من الخوف عليك، أن تكون موجودا في اليوم، في هذه اللحظة، وستجد أنك الأقوى. حين تخاف ابحث عن مكان الصوت، ستجده أعلى الصدر، أو أعلى البطن ضع يدك عليه، تنفس بعمق، اشعر انك مع كل نفس تحرر جسدك، من هذا الصوت، ومع الوقت ستكون واعيا فيه، وهذا نصف العلاج، الوعي بما نخاف.
@Dr_ghaziotaibi