أصابه شعور بعدم القدرة على التنفس، تكررت هذه النوبة في شهر رمضان مرتين، أهمل الأمر، وهمس ربما من قلة النوم، في صباح العيد، وحين كان يتأهب لاستقبال المدعوين، تكررت الحالة، ولكن هذه المرة أمام الجميع، لاحظوا توتره، فقد كان يعاني من أعراض القلق المزمن، إهماله لهذه الحالة، جعلها تتحول لاكتئاب، أصبح يتهرب من المناسبات والاجتماعات العائلية، يشعر بالغربة والملل، مشاعره بين اللامبالاة والحساسية المفرطة وتقلب المزاج، تراه يصرخ على هذا، ويتعصب من ذاك.
مشكلتنا اننا نصر على الإنكار، ومواجهة المشاعر المتقلبة باستنكار فتتحول حياتنا لجحيم لا يطاق، وربما كابرنا عليها، لأننا نخاف معرفة الجواب والتعامل معه بثبات.
مصيرك المجهول مع هذه المشاعر لن يكون له آخر، ستجد نفسك كل يوم تفقد أدواتك النفسية، وطاقتك الاستيعابية، وتكون أكثر عرضة للاضطراب، لذلك فحص الذات ومراجعة طبيب نفسي، يمكنك من ان تجد جوابا لكل شيء، لتشعر انك لست وحيدا في هذه المعمعة، والتي مع العلاج النفسي ستتحول لمعرفة تعيد فيها اكتشاف ذاتك وتقدير قيمة حياتك.
الحياة رائعة، فلماذا نظل في ظلام النفس نجهل، لماذا نشعر كل يوم بنفس أمس، ثقافة الطبيب النفسي مهمة في توعية الأفراد، حين نعامل المرض النفسي مثله مثل أي عارض صحي سنكون أسوياء، فتقلبات المشاعر وإصابتك بالخوف والقلق لا تعني قلة إيمانك، كما برمجنا البعض، فمشاعر الذنب التي تستحوذ عليك تعمي عينيك عن رؤية الحق والصواب مما روج لضعاف النفوس، بجعل المريض النفسي «ملبوسل» فبدل ان يطرق باب العيادة، يطرق أبوابا تبيع الوهم له، وتجعله أسير فكر واعتقاد يتسبب في تعقيد الحالة التي يعانيها.
أنفسكم أمانة في أيديكم، إذا وجدتم في يوم ان مشاعركم بدأت تسيطر على حياتكم فنصيحتي لكم هي استشارة نفسية تفهمون من خلالها الكيفية، لبناء طرق صحية للتواصل مع الذات، فالكل هناك ينصت لكم دون أحكام، فاطرقوا الباب الصحيح لتجدوا الجواب المفيد.
Twitter @Dr_ghaziotaibi