كيف نأتي بمثال يحتذى به، وسط الأمثلة الكثيرة، التي تسللت لعقول شبابنا، وبناتنا، وجعلت الخطأ عاديا، واللاأخلاقي حرية شخصية، أصبح لدينا جيل متطلب، أكثر مما يعمل، يريد كل شيء جاهزا، ويصله لعنده من دون أي جهد منه.
سيطرت عليهم فكرة، ان ما ترتديه يحدد قيمتك، ومستوى سعادتك، واحترام الناس لك.
إهمالنا هو السبب، أو عدم تأسيس رقابة ذاتية، بداخلهم منذ الصغر، اعتمادهم علينا طوال الوقت، أساء لهم للأسف، وجعلهم اتكاليين. إلى متى؟ إلى أين؟
بيت من دون دفء، تشتعل فيه الخلافات، يجبر المراهق على ان يتخذ من الغريب ملجأ وأمه وأبوه بجانبه، لكن كل في وادي، يتصيد أخطاء الآخر ليرمي بأي تقصير عليه.
أب بلا مبالاة لا يهتم بمستوى تحصيل ابنه الدراسي، لكنه مهتم بأن يغرد عن أساسيات التربية الحديثة. تهلهلت بنية الأسرة الصحيحة، أصبح الكل يتزوج، دون ان يطلع حتى على دوره، لانه مشغول بدور الآخر. سلامنا بارد، كلمة كيف الحال، ننطقها من دون اهتمام، سقف توقعاتنا كبير، عمر خطواتنا قصير، سوء الفهم يستحوذ على نقاشاتنا، نرفض ان نعطي غيرنا فرصة، ان يتحدث وننصت، أصبح الشك هو الذي علينا يسيطر، هجومنا يسبق دفاعنا، مواجهتنا لأنفسنا من خلف حجاب، ما ان يستيقظ ضميرنا، حتى نعيد تنويمه، أين ذهبنا بفطرتنا السليمة؟!
تفاقم أي سلوك يوجد له سبب مسؤول، وقد يكون فيك، أو فيني، لكن من المهم ان أعطيك وتعطيني بدل ان تجعل الخصومة تستمر والحكم تعممه.
أداتنا حجة ضعيفة، وبناؤنا متصدع، إلى أين سنذهب بهذا التقصير بحق أنفسنا والجميع؟
حين تجد ان البادئ بالتغيير، أجمل ستبدأ بما عليك، وستكون قدوة حسنة لمن يليك، ستجد حلا بديلا.
حين تعرف من تقبل على الزواج، انها ستشيد أساسا لبناء منه تخرج أجيالا، وحين يدرك من يقبل على الزواج ان الأبوة، احتضان وبيئة تتسع للجميع دون تمييز سيجد من يتكل عليه، وسيصبح دورهما مسؤولا، وجهدهما مغروسا، وثمرتهما دانية قطوفها.
لا بد ان تكون لدينا رسالة، واضحة في هذا الوجود، فالخالق أوجدك لتقوم بدورك في هذه الأرض وليس لتعطله، انهضوا من سباتكم العميق، أقبلوا من جديد على التغيير وتذكروا ان الله، لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
لنتعرف على سلبياتنا، من أجل ان نحسنها، وليس لنجعلها شماعة، وعذرا لتخلفنا، لندرك الناقص، ونكمله، ونعرف الواجب، ونفعله، فالطريق، حين نعرف فيه ما نريد، مازال في أوله، من جديد.
Twitter @Dr_ghaziotaibi