يتجاهل الأسباب، فيغيب دوره عنه باستمرار، هذا هو حال السلبي في الحياة، يقف عند الأثر، دون أن يختصره بفهم جديد.
إذا أردت أن تبني بناء مرتفعا، فلن يقف أحد بوجهك إلا نفسك، لأنك من تسهم في وضع حجر الأساس، وتقدير الارتفاع، وجودة البناء.
لكن، إذا سقط، فسينهدم فوقك دون أن تدرك حجم حدودك، أو مخرج الطوارئ لك.
السلبي يتجمد مكانه، ولا يقوى على الحراك، لأنه يظن انه بمنطقة الأمان، وللأسف يعشش بفكره منطق غريب، وهو الحذر المبالغ، وتعداد المساوئ، كعذر للتخاذل، فهو لا يعطي نفسه فرصة أن يستمتع بأي مجهود، لأنه في نطاق التقييم بمقياس مثالي، وهذا ما يفسر جعل البعض المثالية مطلبا، وليس مخبرا، مما يجعلهم في نهاية المطاف يستنفدون كل فائدة، ويحولونها لنظرة حالكة السواد، لا تجد فيها أي واقعية وحياة.
يقول ألبرت أينشتاين:
ابق بعيدا عن الناس السلبية، هم يمتلكون مشكلة لكل حل.
وهذا بالضبط الحاصل، إذا طرحت الحلول، وجدوا العوائق.
البعض تفكيره سلبي دون أن يدري، والآخر يظن انه بهذا التفكير يحمي ذاته، وإذا بحثنا بشكل جدي، فسنجد أن من أسباب اعتناقه هذا الفكر السلبي، الخوف الذي لم يوظفه بشكل صحيح، فإن كنت تخاف من الغد، نظم أهدافك، وان كنت تخاف من الوقت، حدد أولوياتك فيه.
لكن الخوف دون سبب، يتركك بلا محل، تجد نفسك تسافر للغد، دون تذكرة مرور، وتبقى بالماضي دون حلول.
إذا وجدت من حولك سلبيا، فلا تهاجمه، ولا تعطه نصائح، لأنه يتغذى على انفعال الآخر، وربما سحبك لمنطقته وأصبحت مثله.
تجاهل أي سلوك صادر منهم، تعلم كيف تجعل من النقاش «كلمة وردّ غطاها»، ومن الحوار فكرة واحتفظ بها، لا تشاركهم رغباتك، أو طموحاتك، لان ذلك بمنزلة تهبيط لهمتهم، وتذكيرهم بفشلهم.
تعلم، أن تلغي تعاطفك معهم لان التعاطف مع السلبيين، يجعلك تتأثر بمنهجهم في الحياة، فهم لا يرون أي مخرج، لأنهم منشغلون بالحائط الذي أوجدوه في طريقة تواصلهم مع الحياة، تقبّل وجودهم ولا تنكره، أو ترفضه، لأن الرفض، نوع من السلبية، لكن القبول وتقبلك لهذا النهج، المغاير لك يدفعك لأن ترسخ قاعدة إيجابية في منطلق الحياة اليومية.
لا تبالغ أيضا في رفض أسلوبهم، ولا تجعل طوال الوقت حديثك عنهم، وانك مظلوم في العيش معهم، هذا نهج خطير، خصوصا ان كان أحد الوالدين أو أفراد أسرتك، زوجك، أو زوجتك سلبيا، لأنك حين تشكو منهم، ستصبح سلبيا، انت من منظور آخر فالسلبية تعني أي شيء يشغل حيزا من الرفض، أو القبول، التام، بحيث، لا يكون لك أي رأي، أو أسلوب خاص.
حين تصبح بلا شاشة، تعرض لك أفكار حديثة ستجد نفسك عرضة لأن تتأثر بمن حولك من أفكار ومعتقدات.
لابد أن تعمل على إيجاد ذاتك لأنك حين تعرفها سيصعب على أي إنسان، التأثير بالسلب عليها.
إذا أصبت ببعض السلبية، تقبل ذاتك لا تحاول، ان تتصنع الإيجابية، تحرك غير المكان، اللباس، قم ببعض النشاطات، اخرج من دائرة الدوران، حول نفسك بنفس المكان، والموضوع، والنقاش، لرؤية، أكثر إشراقا للمعنويات.
Twitter @Dr_ghaziotaibi