شعر بوخز، في صدره، راجع الطبيب، عمل التحاليل، والنتيجة: أنت سليم.
بعض الأمراض العضوية، سببها نفسي، حين تحمل أعباء الحياة، كل يوم، وتفكر بالتفاصيل المهمة، وغير المهمة، وتنشغل بفكرة تليها، العديد من الأفكار المدمرة والمحبطة إلى متى؟
ترى الحياة، أبيض، أو اسود، دون ان تتخللها، منطقة مضيئة، خيارات جديدة، تجعلك تغير القناعات، تقدم على أي تحدي بخطوات.
لماذا الخوف والقلق هما من يشاركانك رحلة اتخاذ القرار، وربما جعلانك أسيرا لأفكار من شأنها ان ترديك قتيلا من الهموم والخوف؟
هل سألت نفسك، في يوم، عن خيار آخر، عن فكرة، ان تكون هناك حياة مشرقة، مهما حصل فيها، ستجد نفسك عليها، متفهما، حكيما تدير انفعالاتك بشكل إيجابي مفيد.
هناك أناس، يقضون عمرهم في الغضب والعصبية وحمل الهموم والتفكير بالمستقبل والخوف منه، فلا يعيشون حاضرهم ولا يستمتعون به، يقلقون من كل شيء، وإذا لم يجدوا ما يقلق يشعرون، بان هناك شيئا خطأ فيهم يرتبكون فيشعرون بالاضطراب.
القلق طريقة حياة، لا تستطيع ان تراه، لكن يمكنك، ان تلاحظه بتصرفاتك وردود أفعالك.
وقد أثبتت الدراسات، ان أكثر الناس، حساسية، واستجابة سريعة للأمراض هم القلقون الذين يدمنون الانفعال والعصبية، ويبررون انها ردة فعل طبيعية لا يمكنهم التوقف عنها، والحقيقة انها خيار كررناه حتى استصعبنا غيره!
الصراعات، التي تعيشها، ما هي إلا أفكار تحاصرك فيصعب عليك رؤية أي خيار أمامك، فتنهار قواك وتحبط معنوياتك.
عالم النفس، (فيكتور فرانكل) يروي قصة اعتقاله في معسكرات الموت في ألمانيا النازية، فقد قتلت أسرته في المعسكر بسبب الغاز ونجت شقيقته وسلبت كل مقتناياته ومن بينها عمل حياته، مخطوط يدوي، في العلاج بالكلام وحرم من كل الحاجات الإنسانية، ولكنهم لم يستطيعوا ان يسلبوا منه عقله فاختار، ان يركز على ما يريد في أفكاره وهي النجاة ونجا من المعسكر، وبعد ذلك اكتشف ان جميع من نجوا معه مارسوا هذه التقنية، وهي اختيار الأفكار والتركيز على ما يريدون أوجدوا لهم خيارا، وسط أحلك الظروف.
قد حان الوقت ان تقف وقفة شجاعة مع الضغوط وان تعترف بوجودها لكن ان تختار ان تعيش اللحظة مهما صار.
سئل ثلاثة رجال، يعملون في مهمة بناء عما يفعلون فأجاب الأول بغضب: أصف الطوب، ماذا ترى أني فاعل؟!
أما الثاني، قال بتنهد: أكسب قوتي، الثالث باقتناع، وحماس: أبني مستشفى.
انظر الفرق كيف لفكرتك عن نفسك أن تدفعك للأمام، أو تجعلك بنفس المكان.
هل ترى نفسك في الحياة تقبل على مسؤولياتك بحماس، أم تشعر انك متورط ومجبر، لا بد ان نقتني خيارات عدة تضيء، مصدر طاقتنا وتجعلنا نتغلب على كل ما يقف أمامنا أو يحبطنا.
كل فكر عن النفس بما فيها ينضح، ان كان خيرا أو شرا.
Twitter @Dr_ghaziotaibi