شهدنا الأيام السابقة أزمة الأمطار ومنحة سماوية من الله، بللت كل يابس، وكشفت كل متسبب، وأقالت مسؤولا، وأعطتنا وعيا لما لابد أن نتخذه من إجراء قبل وقوع الفأس بالرأس، وشهدنا أيضا التلاحم بين الناس، والطيب الذي انغرس بنفوس أبناء الكويت نظرنا لخوف الجار على جاره، وعلى البعيد والغريب، الكل هموا في الاطمئنان على بعض، وقفت أمام المواقف الإنسانية، هذا يسخر كراجه للإصلاح المجاني، وتلك ترسل وجبات، لرجال المطافي، حمدت الله على نعمة الخير الباقية فينا، فلنا في أميرنا حفظه الله القدوة، بالإنسانية والتضامن والتكافل.
حين تذهب بنظرك لبعيد، يشيخ، هكذا قالوا لنا، لكن بعد النظر، في الواقع المعاصر مهم فحين يتجه كل مسؤول اليوم لعمل احتياطات وخطة بديلة، للكوارث الطبيعية، سيكون استعدادنا أشمل، واستجابتنا أسرع في عمل الإجراء اللازم، والحل المناسب.
أتقدم باقتراح إجراء بحث ميداني للبحث عن كيفية الوقاية من الكوارث الطبيعية والاستعانة بأبنائنا المخترعين والمهندسين وكل من يدعم تخصصه، هذا المجال وأخذ اقتراحاتهم بعين الاعتبار والجدية، والمباشرة، في تجربتها فذلك يمكننا من تحويل المشكلة، لحلول، وتطوير أدواتنا واستثمار طاقاتنا.
الفرق بين أرى، وألوم، شاسع، فالرؤية تحمل معاني فعلية، ترى نتائجها كلما تحركت واللوم دوائر معنية، تزيد، من شدة الوضع، كلما توقفت، فلابد أن تحركنا، رؤية متكاملة، لا تدعي الكمال والمثالية، ولا أيضا السلبية تواجه ولا تعلق فشلها على الآخر تتجاوز، وتتسامح لتصل للمضمون، وليس الفائض.
فجعل سلبيات الوطن هي البارزة يؤجج في النفس، الاستجابة، لأي محرض.
مهما كانت العيوب لابد أن نجعلها عيونا تكشف المستور لتفرق بين المسؤول ومن لا يستحق أن يكون في منصبه اليوم.
حين تكون الخطوة، عن ألف كلمة:
نتقدم بالشكر لرجال الداخلية، ومنتسبيها، والدفاع المدني، والإطفاء شجاعتهم لا تصفها أي كلمات ودورهم الكبير أنقذ الموقف بحسن إدارة وتنظيم، سخروا أنفسهم لخدمتنا لهم منا كل احترام وتقدير.
وأشيد أيضا باقتراح النائب: خالد محمد العتيبي بتعويض الخسائر جراء هطول الأمطار وصرف التعويضات للمتضررين ليس غريبا عليه هذا الحرص والاهتمام فصناعة القرار منذ توليه منصبه تنم عن حبه الخالص لهذا الوطن وأهله.
الموقف الشجاع من أهل الكويت أثرى مسيرة تكاتفنا، وبيّن للعالم ان من تسول له نفسه إلحاق الضرر بنا، سيجد من يتصدى له بقبضة يد واحدة.
ودعوني، اختم هذه المقالة، بتغريدة للنائبة، العزيزة، صفاء الهاشم:
هذه أمطار خير، الأجواء من أفضل ما تكون، ومادمنا تمنيناها، والسيئ هو إدارتنا، وعدم الاستعداد لـ «حسن الأحوال الجوية»، انسبوا الفشل، لأهله، وليس لأمطار الخير.
Twitter @Dr_ghaziotaibi